زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

ساكنة التضاريس الوعرة بجهة درعة تافيلالت، لا تعلم بالقطع هل توجد في الحياة سيارات من نوع تواريك تستطيع أن تتسلق الصخور وتقطع  الوديان، لتصل أعلى القمم، لأنها ألفت الاعتماد على المجهود العضلي لنقل الغذاء والأمتعة والحجر والجير وخشب شجر الواحات ، ونحت الخبز من الصخر وأكل الزواحف  بكل الأشكالم والأحجام من أجل أن تستمر الحياة.

مجلس جهة درعة  تافيلالت يرغب في تنظيم السباق، نحو الأعالي من أجل هذه الساكنة، وهي لا ترغب  النظر في الوجوه  العزيزة لرؤساء المجلس، فلا تعرفهم أصلا ولا رغبة لها  في معرفتهم، بل تريد طحينا وخبزا وشايا، والوفود التي تود الصعود ب تواريك من أجل هذه الساكنة فهي تعفيهم  من ذلك،  وما تريد غير القناطر  المقنطرة من المواد الأساسية للعيش.

المجلس تعامل مع انتقادات المجتمع باستخفاف كبير، ويرغب في اقتناء المروحيات لتكتمل الفرجة على الجهة  الواسعة، وحزب  المصباح عاجز عن اتخاذ أي قرار لتلقين المجلس دروسا في الحكامة والترشيد، لأن رئاسة الجهة  خبرت جيدا أنه لا أحد يستطيع من المسؤولين  محاسبة رئيس الجهة، إلا إذا تدخل عاهل البلاد، فالحكومة عاجزة عن المحاسبة ولا تستطيع فعل ذلك إلا إذا تعلق الأمر  بالفئات المقهورة الكادحة ، فهل يستطيع رئيس الحكومة مد اليد لرئاسة مجلس درعة تافيلالت ؟ يبدو ذلك من خامس المستحيلات.

اقتناء الأسطول التواركي لا يمكن أن يصده إلا الرقيب النفسي للمجلس والمسؤولية المجتمعية لأن  المجلس لم يوضع أصلا إلا لخدمة المجتمع المدني  لا خدمته بالمفهوم الدارجي للكلمة، واحمل ثقلك  وسكرك  يا موحا  واصعد  بها الأعالي، واحملي طحينك يا تودة  لتصنعي خبزا ل "وشونك" وتعلم  يا يوسف رعي الغنم   والهش عليها  بإتقان، وتجنب الذئاب ومكر إخوتك، فقد علمتكم  قسوة  وطنكم أن تكونوا أغنياء بالعزة والقناعة والأنفة، وأنتم ترون كثيرا ولا تملكون ما ترون، وقد سافرتم أكثر مما سافر السندباد من أجل الخبز الخشن، وشاهدتم أعظم  الجبال، وقابلكم بالحمق أناس  يتصورون أنهم يوجهون العالم نحوكم، ودخلتم  أعمق الجحور  وأفقر  الأكواخ ،واستمعتم لمنطق  الحكماء في الفيافي وعشتم الفقر إذلالا، ولكم الله في الدنيا والآخرة وأجركم على الله، فلا تركعوا ولا تنتظورا الصدقات فالمتصدقون معِداتهم أكبر وأوسع ولا تشبع  من الطحن والطحين.