أحمد بيضي - خنيفرة / جديد انفو

تحت شعار "الحفاظ على الثقافة الأمازيغية رهين بدعم المهن الجبلية"، تنطلق بخنيفرة، يوم السبت 14 يونيو 2014، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفنون والإبداعات الجبلية الذي تنظمه "جمعية سكان جبال العالم" وسيمتد إلى يوم الاثنين المقبل 16 يونيو 2014، بساحة المسيرة الخضراء (أزلو) بخنيفرة، وذلك بشراكة مع وزارة الثقافة ومجلس جهة مكناس تافيلالت والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي لخنيفرة وغرفة الصناعة التقليدية، وتندرج هذه التظاهرة في إطار استراتيجية هادفة تروم التحسيس بالتنوع الثقافي ببلادنا وربطها بمحيطها العالمي بغاية نشر قيم الانفتاح والسلم والحوار، وموازاة مع ذلك، تنظم غرفة الصناعة التقليدية لإقليمي خنيفرة وميدلت، معرضها الجهوي الثامن للصناعة التقليدية. وحسب المنظمين فإن هذه التظاهرة الفنية الثقافية تتوخى أساسا إبراز الموروث الثقافي الذي تزخر به المناطق الجبلية والإسهام في تنشيط "الدورة الثقافية" محليا وإقليميا، مع المشاركة في إغناء الحياة السوسيو- اقتصادية لمدينة خنيفرة، والاهتمام بمكونات التراث الفني الجبلي بحثا وتوثيقا، كما جدد المنظمون أيضا التزامهم بجعل هذا المهرجان موعدا سنويا في أفق الارتقاء به إلى مصاف المهرجانات الوطنية المعروفة، بعد نجاح نسخته الأولى تحت شعار "تشجيع الإبداعات الجبلية لصون أصالة تراثنا"، ومن المقرر أن تحضره هذه السنة شخصيات وطنية ودولية وديبلوماسية، وسيتوج بتكريم عدد من الفعاليات الفنية والإبداعية، ولم يفت المنظمين الكشف عما يميز المهرجان هذه السنة، ومن ذلك انفتاحه على العالم بإشراكه لفرق أجنبية من إفريقيا (السنيغال) وآسيا (الفلبين) والمغرب الكبير (ليبيا)، إلى جانب عدة فرق فنية وثقافية من مختلف مناطق المملكة.

وإسهاما في إشعاع الفنون التراثية الأصيلة والمحافظة عليها، من المبرمج أن يفتتح المهرجان الدولي بعرض لفرقة تيغسالين للتبوريدة التقليدية، المجموعة الموسيقية السنيغالية، مجموعة أزوكاغن لأحيدوس من منطقة كيكو، مجموعة الركادة بالجهة الشرقية، مجموعة آيت واراين لأحيدوس من منطقة تازة، مجموعة أطفال الغيوان، مجموعة الطقطوقة الجبلية، مجموعة اعشاقن لفن أحيدوس، مجموعة عبيدات الرمى، مجموعة الدقة المراكشية، مجموعة كناوة، وأخرى محلية ووطنية.

ومن المقرر أن يشمل البرنامج، لليوم الموالي، مشاركة المنظمين في "الملتقى القبائلي لقبائل الأطلس المتوسط" لتدارس ملف أراضي الجموع، المنتزه الوطني، أدروش، القنص، ومعاناة ساكنة الجبال ب Auberge berbèr بمدينة أزرو، في حين تعيش ساحة أزلو بخنيفرة على إيقاع استعراضات التبوريدة ومجموعة أودت ميكرا من جمهورية الفلبين، ثم الفنان الأمازيغي سعيد أقشمير، فضلا عن مجموعات فنية متنوعة، منها مجموعة أم تفاق لأحيدوس واعبيدات الرمى وأخرى محلية ووطنية في سياق تشجيع الموروث الثقافي الفني المغربي.

وفي اليوم الثالث سيكون الجمهور على موعد مع دوري في كرة القدم المصغرة بين الحرفيين وجمعية الفسيفساء وفريق الفتح الرياضي، في حين تحتضن غرفة التجارة والصناعة والخدمات اجتماعا للمكتب الوطني ل "جمعية سكان جبال العالم بالمغرب" من أجل دراسة عدد من الملفات التي تهم المناطق الجبلية بالمغرب على مستوى المجال والإنسان، على أن ينتقل الجميع لحضور دورة تكوينية لفائدة الشعراء الأمازيغ.

وقبل إسدال الستار على فعاليات المهرجان سيتم تنظيم سهرة فنية بمشاركة مجموعات الفنان أوسيبو، عبيدات الرمى، أسيد ويور لأحيدوس، ثم مجموعة بنغازي من ليبيا والفنان لوسيور والشيخ حمو، ليختتم المهرجان بتكريم عدد من الفعاليات الأدبية والفنية والموسيقية والفولكلورية، هم القاص حميد ركاطة، الشاعر قاسم لوباي، التشكيلي المحجوب نجماوي، الفقيد الشاعر الأمازيغي بوعزة نموسى، والفقيد الأستاذ عبدالرحمان أعراب، الطفل الفنان رضى مفتاح، الفنانة عائشة تاغزافت، فرقة الإخوان ساكنة الجبال، الفقيد الفنان مصطفى نعينيعة، الفقيد الفنان بوزكري عمران، ثم الفنان عروب، يوسف إدبها، إلى جانب تكريم مجموعة من الفنانين والصناع التقليديين. وموازاة مع ذلك، تنظم غرفة الصناعة التقليدية لإقليمي خنيفرة وميدلت، من 14 إلى 20 يونيو 2014، معرضها الجهوي الثامن للصناعة التقليدية، تحت شعار "المقاربة التشاركية رهان أساسي لتأهيل المقاولة الحرفية"، وذلك بشراكة مع دار الصانع وتنسيق مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، ومن المقرر أن يقام هذا المعرض على مساحة 5000 متر بساحة آزلو لحوالي 60 رواقا تضم أزيد من 70 عارضا، من داخل الإقليم وخارجه، إلى جانب تعاونيات أخرى وجمعيات حرفية، حيث سيعرف عرض إبداعات تقليدية من النسيج التقليدي، الطرز والخياطة التقليدية، الأزرار الحريرية، حياكة الأفرشة، المصنوعات الجلدية، الفخار، الحلي والمجوهرات الفضية (النقرة)، النحت على الأحجار، الصباغة على الزجاج والثوب، فن الديكورات السيراميك، النقش على خشب العرعار، المصنوعات النباتية (الحلفاء)، ثم سيتم تخصيص بعض الأروقة للحلويات والكسكس والأعشاب الطبية.

ويأتي المعرض الجهوي في إطار المجهودات التي تقوم بها غرفة الصناعة التقليدية، في سبيل إنعاش وتنمية الصناعة التقليدية، كما يأتي من أجل تفعيل إستراتيجية تنمية القطاع ودعم الصناع الفرادى، سيما بالسوق الداخلي، من خلال المشاركة في المعارض التي تعمل على تمكين الصانع من التعامل المباشر مع الزبون وترويج منتوجه ومحاولة إكسابه نوعا من التجربة وانفتاحه على المحيط الخارجي، وبالتالي لربط علاقات تجارية وحرفية مع نظرائه وزبناء جدد من مختلف المراكز والجهات، وفق ورقة في الموضوع.

ويتميز معرض الصناعة التقليدية بخنيفرة بغنى وتنوع معروضاته وأشكاله التي تعبر عن مدى أصالة الإنسان المغربي وارتباطه بالتراث، وسيطلع زوار هذا المعرض على ما يحمله الصانع المغربي من روح خصبة لكل ما هو أصيل وخالد، والمؤكد أن يساهم المعرض الجهوي في تقوية جسور التواصل مع الصانع التقليدي بغاية تحصين الموروث المغربي من تحديات العصرنة ومنافسات العولمة بالنظر لدوره الهام في تنشيط الحركة الاقتصادية ببلادنا، سيما أن الصانع المغربي يعرف عربيا وعالميا بلمساته الفنية القادرة على تقوية مخزونه الحضاري واستقطاب السائح الأجنبي.