محمد جرو - مكتب مراكش

أحتج بكل روح دعابة تكسر “ترمضينة” الكثيرين، على زميلاتي وزملائي الصحفيين  الذين وضعوا منشورا “للشباكية”مدعين أنها سيدة مائدة إفطار رمضان ، بينما مازالت “لحريرة” تتربع على عرش مائدة إفطار المغاربة جنوبا وشرقا ووسطا وغربا.

وبحسب الرحالة ابن بطوطة فأصل هذه الشوربة من المطبخ الأندلسي ،كذلك ذكرها ابن زهر ومن مكوناتها الحنطة والذرة ودقيق الشعير.

تعد الحريرة المغربية من أكثر الشوربات ثراءً غذائياً وتنوعاً في مكوناتها، وهي وجبة متكاملة خاصة في رمضان بعد يوم طويل من الصيام وتحتوي الحريرة بروتيناً حيوانياً ونباتياً وكميات كبيرة من الفيتامينات مثل فيتامين أ وب، ومعادن مثل الحديد والفسفور والكالسيوم.

وفي الحقيقة هي “حريرات” مغربية ،إذ تختلف من منطقة لأخرى مما يؤكد تنوع الموروث الشعبي والتراث الغنائي والثقافي لبلادنا الذي قد تشترك معه بلدان أخرى ،ولو في خلطة أندلسية أمازيغية يهودية عربية إفريقية ،لتعطي لهذا المشروب العجيب نكهات متنوعة.وأجمعت الطباخات والطباخين وغيرهم على أن هناك ثلاث أنواع منها ،وهنا أيضا أختلف معهم بالنظر لتعدد أسفاري بمناطق المغرب لاستكشاف ماتزخر به كل منطقة داخل وحدة موحدة هي إمبراطورية المغرب .

هناك بحسبهم لحسا الصحراوية ،ولحريرة الفاسية باللحم ولحريرة الرباطية ،ولكن كما أسلفت هناك حريرة مشهورة بمنطقة تافلالت تسمى حريرة ”الخضرة الورݣية” أو حريرة ' زكزاو ' وهي صيدلية متكاملة خاصة للمرأة المرضعة إذ تحتوي فيتامين أ و س والكالسيوم والحديد والزنݣ والفوسفوروتضاف كذلك للكسكس الفلالي المعروف ،كما أن هناك حريرة وجدية ولكن معممة بالمنطقة الشرقية التي لابد لها من ثلاث مكونات حتى تكسب صفة “وجدية”وهي كروية كبابة ثم نعناع!! وزيادة على “تنفيذ”مزاعم الزميلات والزملاء بأن الحلوة الشباكية هي سيدة مائدة إفطار المغاربة ،بالجنوب الشرقي دائما تقدم الشباكية ومختلف الحلويات بالمائدة الوجدية بعد تناول وجبة الإفطار وليس كما تقدم عند الإفطار بمجموعة من المدن المغربية ،وقد تكون هناك حكمة ربما ذات بعد طبي للعملية.

لحسا الصحراوية ،أو لحسوة كما تنطق بمناطق أخرى هي عبارة عن دشيشية أو شربة دقيق شعير وتشرب حتى في أوقات غير رمضان باكرا إذ يداوم عليها “الشيب”الصحراويين إضافة إلى لبن النياݣ وغيرهما ،ثم لحريرة الفاسية باللحم ولحريرة الرباطية والبيضاوية ويختلفون في التحضير بينما قد يتفقون على المقادير والتوابل .