محمد جرو/مكتب طانطان

كما أنه شهر الصيام والقيام والخشوع ،فقد ارتبط الشهر الفضيل عبر التاريخ بأمسيات وليالي رمضانية بين حلبات ملاعب وفضاءات لألعاب تقليدية شعبية .

بالجنوب الصحراوي المغربي ألعاب خاصة للنساء والرجال ،كما في الشمال والوسط والشرق ألعاب تقليدية

بعد صلاة التراويح تعقد جلسات سواء بصالات المنازل الصحراوية أو خارجها بفضاءات قد تصل شواطىء المنطقة في سمر ليلي يمتد حتى السحور يتم خلالها تناول مشروب “ازريك” وهولبن ممزوج بدانون و ثلثاه ماء،يوزع على الحاضرين في “جيرة”من لبديع أو إنوكس وإعداد الشاي ،أو “يتييو”بطقوس معروفة قد يتخلل ذلك إبداعات شعرية وأشكال التسلي بالألغاز “اتحاجي” والحكايات الطريفة، فضلا عن تبادل الآراء ومناقشة المواضيع والقضايا ذات العلاقة بالحياة اليومية في بادية الصحراء.”كما أشار لذلك الباحث والفنان الناقد التشكيلي إبراهيم الحسين إبن الطنطان في بعض منشوراته الخاصة بتراث وثقافة أهل الصحراء.

من تقاليد رمضان إذن ممارسة ألعاب تقليدية شعبية ،لتجزية الوقت من جهة وللترفيه ثانية بعد عناء رمضان ومشاغله وتمثله خاصة لدى النساء ،لعبة “السيݣ”واحدة من الألعاب المشهورة التي تدفع المتفرج أو الباحث عن عمق تاريخي للفضول،وهي لعبة مشتركة بين الرجال والنساء على الرغم من أن المعروف ممارستها من طرف النساء ..وطبعا لها أخواتها من “كرور”و”ماروبا”و”مرياس”(لعبة الورق)وهي إلى جانب “دومينو”خاصتين بالرجال .ف”السيݣ” لعبة جماعيةتتألف من ثمانية أعواد خشبية مجهزة تجهيزا خاصا، ويلعبها فريقان متنافسان يستخدمان أعوادا أو أحجارا يتم تحريكها على أرضية اللعب وفق قواعد وحسابات خاصة.في القليل من الأحيان، يسمّى كل عود من هذه العيدان “سيكة”،”، ويكون له وجهان أحدهما أملس مصبوغ بلون واحد، والآخر مقوس نسبيا ومزين بتصاميم وزخارف متنوعة.

ثم يحتاج اللاعبون للبيادق وتسمى باللهجة المحلية “رْشومْ” تتشكل عادة من بعر الإبل، أو الحصى أو العيدان الصغيرة وهي بيادق يتم تحريكها على ظهر “لَبْرَ” (رقعة اللعب) في اتجاه الفريق المنافس.

إلى جانب “السيك” الأكثر شعبية لدى الصحراويين، يلعب الرجال أيضا في رمضان لعبة ظامة أو “ظامت” وفق الاسم المحلي،لأنها خاصة بحيث تختلف عن ضامة المعروفة بمختلف مناطق المغرب.

تجري أطوار هذه اللعبة على رقعة مشبكة يتم رسمها على الرمال ويبلغ عدد تقسيماتها إلى أكثر من 80 مربعا، يلعبها شخصان يحيط بهما جمهور من الأصدقاء الذين يحفزون اللاعبين ويشجعونهما على بذل أكبر مجهود للفوز والظفر.

وفي هذا الصدد يضيف الباحث ابراهيم الحسين حول هذه اللعبة وغيرها إنها تسهم في إذكاء مهارات الإنسان وتدفعه إلى التفكير وتحفزه على المواجهة العقلية والتميز بسرعة البديهة والقدرة على اكتشاف مواطن الضعف لدى الخصم للتمكن من التغلب عليه.