زايد جرو – تنغير / جديد انفو

 كثيرة هي معاناة نساء  المغرب العميق بالجنوب الشرقي من مخاض الولادة في الأعالي إلى حطب التدفئة في الشتاء إلى البحث عن جرع ماء من  عيون نضبت، أو من آبار جفت، لم يعد الدلو يسقي  من قاعها غير الطين النتن، اللباس بسيط  و يستر العورات والعيوب  كثيرا، وفي  رمضان تزداد معاناتهن : قلة العتاد وندرة الزاد، وهن تبذلن قصارى الجهد لتصلن نهاية المضمار كالخيول، لتفزن بكلمة طيبة من البعل والأولاد، الدعاء في جوف الليل للأبناء المغتربين لا ينقطع، ولا على اللسان غير الحمد والتسامح، ولا على الشفاه غير البسمات، أخذن من بيئتهن العبرة والخبرة والتعب والشقاء  والحب ، فصبرن على الكلمة لتجنب الكلمات، وتعلمن بأن الدهر غير مخلد لأحد، وأن زيف الدنيا زائل، وأن كل نعمة دون الجنة فانية، وكل بلاء دون النار عافية، فتوكلن على لله في السر والعلانية، ولم تنتظرن ذات يوم جود وسخاء استخفاف  جمعيات نسوية موسمية  تطل  لتجمع التبرعات والإكراميات مرة في السنة كقابض الضرائب  باسم النساء القرويات المهمشات بشعارات جوفاء  زائفة  ثم ترحلن حتى الموعد القادم في شهر مارس.

تحية عالية لنساء الجنوب الشرقي في عز هذا الصيف الحار في رمضان المبارك بسجلماسة ومرزوكة و ألنيف وزاكورة وتزارين  والرشيدية وورزازات وطاطا ومحامد الغزلان  وتنغير وبوعرفة وميسور وكل المناطق الحارة دون استثناء.