من المعتقدات الخاطئة في مجتمعنا، أنّ على المرأة الحامل الراحة والامتناع عن الحركة لمدّة تسعة أشهر. إلاّ أنّه قد تبيّن حديثاً أنّ الحامل يمكنها لا بل عليها ممارسة الريّاضة في فترة حملها، وذلك لأسباب عدّة أهمّها:

• المحافظة على جسم رشيق ونحيل وتجنّب زيادة الوزن: توضح الكليّة الأميركيّة لأمراض النساء والتوليد أنّ الريّاضة تحمي الحامل من البدانة. فمن المعروف عن النساء الحوامل أنّهن بأغلبيتهنّ، يكتسبن وزناً إضافيّاً أثناء فترة الحمل بسبب الوحام الذي يجعلهنّ يتناولن كميّة فائضة من الطعام. لذلك، للمحافظة على الجسم وعدم اكتساب كيلوغرامات إضافيّة (أكثر من 13 كيلوغراماً خلال فترة الحمل)، على الحامل ممارسة الريّاضة، فلا تترسّب الدهون في جسمها. وبهذه الطريقة، تتجنّب المرأة آلام أسفل الظهر التي قد تعيق تحرّكاتها في بعض الأحيان. ويشير الباحثون أنّ المرأة التي لا تمارس الريّاضة في فترة الحمل معرّضة لاكتساب الوزن بنسبة 1.7 أكثر من الحامل التي تمارس التمارين الريّاضيّة.

• تحمي من الـ Pre-eclampsia أو مقدّمة الارتعاج: إنّ مقدّمة الارتعاج من الأمراض التي تصيب المرأة وتهددّ صحّة الجنين أثناء فترة الحمل. لتفاديه، ينصح الباحث Sorensen بعد قيامه بتجربة على 201 امرأة كانت قد أصيبت بمقدّمة الارتعاج و 383 امرأة لم تكن مصابة بهذاالمرض، وقد تبيّن أنّ اللواتي يمارسن على الأقلّ ساعتين ونصف الساعة من المشي السريع في الأسبوع الواحد، أقلّ عرضة من النساء اللواتي لا يتحرّكن ابداً، لخطر الإصابة بمقدّمة الارتجاع، خصوصاً إن كنّ يمارسن الرياضة قبل الحمل. من هنا تظهر أهميّة ممارسة التمارين الرياضية قبل الحمل وخلاله لتجنّب مقدّمة الارتعاج.

• تحمي الريّاضة من اكتئاب ما بعد الولادة: أثبتت دراسة دانماركيّة، ضمّت 70866 امرأة كانت قد أجابت على مجموعة من الأسئلة حول أنواع التمارين الرياضيّة التي تمارسها، أنّ نسبة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة أقلّ لدى النساء اللواتي كنّ يمارسن الريّاضة أثناء الحمل.

• الرياضة مفيدة لنمو دماغ الجنين: اثبتت دراسة من مركز الأبحاث CHU Ste Justine في مدينة مونتريال الكنديّة عام 2013، أنّ ممارسة الريّاضة لنحو ثلاث مرّات في الاسبوع و لمدّة 20 دقيقة، يساعد على نمو دماغ الطفل وجهازه العصبي، فيصبح بالتّالي أكثر ذكاء.

• تحمي الريّاضة نظام القلب والاوعية الدمويّة وتساعد المرأة على التأقلم مع تغيّرات الحمل: تشير دراسة أجراها معهد علوم الحركة والطب الريّاضي وكليّة الطب في جامعة Geneva السويسريّة أنّ الحامل التي تمارس الريّاضة أثناء فترة الحمل تتأقلم بسرعة مع التغيّرات التي تصيب جسمها في هذه التسعة اشهر. كما وأثبتت هذه الدراسة تحسّن في وظيفة القلب والأوعية الدموية، زيادة وزن محدودة، استرخاء العضلات، انخفاض الإصابة بتشنجات العضلات، استقرار المزاج، التخفيف من خطر الإصابة بسكّري الحمل وارتفاع ضغط الدم.

التخفيف من أوجاع الحمل: تقوّي التمارين الريّاضيّة العضل في الجسم، ممّا يساعد الحامل على محاربة اوجاع الحمل: التمددّ يعالج آلام أسفل الظهر، المشي يحسّن الدورة الدمويّة والسباحة تقوّي عضلات البطن.

• بسبب الصعوبة التي تواجهها المرأة الحامل في النوم اثناء الحمل، ينصحها الأطبّاء بممارسة الرياضة كي تنفد منها الطاقة خلال اليوم فتنعم بقسط طويل من الراحة والنوم العميق في الليل.

أنواع الريّاضة التي يمكن الحامل ممارستها:

• المشي: يعتبر المشي من أسهل الريّاضات التي من الممكن أن تمارسها المراة الحامل. فهي تساعدها على الاسترخاء، تعطيها المزيد من الأوكسيجين وتقوّي جسمها. إلاّ انّه لا يجب ممارسة الريّاضة في اوقات الحرّ او تحت اشعّة الشمس. ومن المستحبّ أن تتوقّف المرأة عن الريّاضة فور شعورها بالتعب.

• السباحة: تقوّي القلب وعضلات البطن، وتساعد على الإسترخاء دون التسببّ بالإعياء.

• الجمباز: بإمكان الحامل أن تمارس حركات معيّنة بالجمباز ولكن بطريقة خفيفة وناعمة.