زايد جرو - أصيلة / جديد انفو
الثروة اللامادية التي أصبحت موضوع نقاش في كل الجرائد الوطنية بمختلف توجهاتها، وفي كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة قلما أولتها الحكومات أهمية وأولوية إلا لِماما، ولا تأتي في الحديث إلا عابِرة، وقلما تكون موضوع نقاش مستفيض، وقد يصاب المرء بالقرف حين يلاقي فنانين، يلتهمهم المرض، وينخر جسمهم الداء، وتعشش في أسِرتهم الديدان، ولا يجدون حتى نفقات الماء والكهرباء والدواء، فيستغيثون بأولي الأمر، وذوي الأريحية، من أجل الإنقاذ ،وقد حاورت جديد أنفو فنانة عصامية ،من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي اختارت مدينة أصيلة مقرا ومستقرا، لما يعرفه المكان من حركات فنية، ومن خلال مواسم ثقافية يسهر على تنفيذها محمد بنعيسى، وزير الثقافة الأسبق وباني ومؤسس منتدى أصيلة الثقافي، وهوالشخص الذي تصادفه بشوارع المدينة وهو ينتشي، ويغني موشحات أندلسية إعجابا بما حققه للمدينة من شهرة منذ زمن.
وبمدخل الباب التاريخي الذي يطلق عليه باب البحر، تجد فنانين تشكليين يعرضون لوحاتهم في الطريق يرسمون ويخططون، وهم يختزنون فيضا من الغضب على تهميش وإهمال الثروة اللامادية للبلاد، والثروة المستورة التي بإمكانها أن تعلي من شأن الوطن.... الفنانة العصامية كريمة والتي قبلت بكل طواعية حوارنا هي من ذوي الاحتياجات الخاصة لكنها مصرة على المضي في الرسم ولو بالرِّجل، لأن عاهة اليدين منعتها الخط بالأصابع، ورغم عزوف المغاربة من اقتناء اللوحات، وهم معذورون، لأنهم منشغلون في البحث عن خبزهم اليومي، فإنها تواصل العمل بإصرار رغم الداء والعجز.
الفنانة تعيش وحيدة دون أهل، ولا زوج، ولا أبناء، وهي متبوعة بمصاريف يومية، والناس رائحون يتفرجون يشاهدون العمل واللوحات، ويتصدقون، الوضع مخز وفيه مرارة حين يستجدي الفنان المبدع الكرام واللئام من أجل أن تستمر حياته الفنية بعزم لا يفتر، وقد نجد لها مثيلا في مدن أخرى رغم بعض الاختلاف في الوضع الاقتصادي حيث نعايش رجالا قوية أنفسهم، انخرطوا في بناء المجتمع المدني ضمن جمعيات تنموية، وجاهدوا واجتهدوا، وفاقوا الأسوياء في كثير من الأمور، وأحيي الفنانة والفنانين بمدينة أصيلة، كما أحيي الأستاذ لحسن بن زايد من مدينة تنغير الذي لا يكف ولا يتواني عن الحراك الجمعوي بجدية ومسؤولية، وأشد على أيادي كل الذين حولوا احتياجاتهم الخاصة إلى قدرات تصنع الأحداث في المجتمع وإليكم نص الحوار المصور: