جديد انفو / متابعة
عطش في الجنوب الشرقي وحرقة شمس تشوي الأجساد ويباب أرض مشققة، وأناس ينحتون خبزهم اليومي من الصخر .... كلها صفات ومواصفات ومميزات، كونت رجالا ونساء من شيمهم الصبر والقناعة... تجلدوا بالحِمل البسيط لحمل أوزار الزمان، ولم يستسلموا ولم يغادروا ولم يزاحموا أهل الحواضر، فتمسكوا بالأرض رغم الداء وقلة الزاد، هم الآن يعيشون تحت لظى العطش وقساوته بشح التساقطات وقلة السدود وتراجع الفرشة المائية بزراعة دخيلة على المنطقة، نهبت المياه الجوفية المخزونة، وتركت الكبار والصغار يبحثون عن قطرة ماء في صحاري ممتدة الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.
فمن أجل قطرة ماء، ومن أجل خطورة الوضع وجلل الكارثة أطلق مراسلو الجريدة الإلكترونية "جديد أنفو" حملة رمزية تحسيسية بجسامة الوضع البيئي ورفعوا شعار "سطل د الرملة سخون وطايب" على كل الجسد كسلوك معبر عن درجة اليأس والتيئيس بعد سلسلة من المقالات والربورطاجات، التي كشفت هشاشة الجنوب الشرقي دون استجابة المسؤولين .
وبقرب الجريدة من المواطنين وثقتهم بها وفيها من حيث الصراحة والمكاشفة، والمواضيع الجادة والجدية و التي يحررها مراسلوها الذين يبدعون ولا يستنسخون، استطاعت الجريدة احتلال الصدارة بمبادراتها التي كشفت المستور وعرت العديد من الخروقات، وكانت صاحبة المبادرات المختلفة، فنهل من متاعها العديد من الجرائد الورقية والإلكترونية رغم تنكر أصحابها وتجاهلهم مصادر الخبر عنوة .
الجريدة أطلقت المبادرة واستجاب لها الإعلامي الأستاذ سعيد وعشى، الشخص الأول على طول وعرض التراب الوطني الذي صب الرمل على الجسد احتجاجا بنفس مقهورة ومنكسرة وغيرة كبيرة على المنطقة، وحدا حدوه آخرون وهي طريقة احتجاجية رمزية وسلمية، كما فعل مثقفون منذ القدم حين أقبلوا على إحراق كتبهم، ولنا خير مثال في الأديب أبي حيان التوحيدي، بل تطورت الطريقة وتغيرت وتعقدت مع البوعزيزي بتونس فتغيرت الأنظمة بهذا السلوك وعسى أن تتغير سلوكات المسؤولين بوطننا الحبيب بمبادرة "سطل د الرملة سخون وطايب ".
وجدير بالذكر أن فيديو استجابة مراسل " جديد أنفو " بالرشيدية الأستاذ سعيد وعشى لمبادرة "سطل د الرملة سخون وطايب " تداولاته مختلف المواقع الالكترونية المحلية، الجهوية والوطنية وبلغ إلى حدود كتابة هذه السطور 35097 مشاهدة في أقل من 48 ساعة على موقع يوتوب العالمي .