حورية لغزي - تنغير / جديد أنفو
لعبت المرأة دورا كبير في تكوين الأسرة و المجتمع بصفة عامة، و تتجلى مساعدتها في كونها مساندة للرجل في أعمال الفلاحة من جني، حرث و سقي إلى جانب أعمال البيت كتربية الأولاد و المواشي وكان جل عملها منحصرا داخل عشها الزوجي، لكن مع مرور الأيام و تغير الأحوال. أصبحت للمرأة التنغيرية كلماتها خارج البيت، إذ نجدها منخرطة في الجمعيات و التعاونيات وتشكل جزءا مهم في نشاطاتها و خدماتها، إذ باتت تعمل و تبدع بأنامل أصابعها الحياكة، النسيج الطبخ... و أنشطة أخرى، تعود عليها بالنفع، و كذا تبادل المعارف من خلال التكوينات و التدريبات التي تقام لها.
المرأة التنغيرية شهدت تحولات كثيرة فكرية،عقلية، و سايرت التطورات التي وقعت في العالم، وساهم في هذا التغير العامل الاقتصادي حيث باتت الحاجة إلى عمل المرأة و الرجل معا ضرورية من أجل سد حاجياتهم المعشية و دمج أولادهم في مسايرة التطورات التكنولوجية و العالم السريع.
من زاوية أخرى نجد فئة مازلت تحافظ على العقلية القديمة المستبدة، التي تروج أن مكانة المرأة تنحصر في تربية الأولاد و انشغالها بأمور البيت، دون الانفتاح على العالم الأخر: عالم العمل و كسب الرزق، باعتبار هذه الوظيفة خاصة بالرجال.
إجمالا، المرأة التنغيرية أصبحت تلج سوق الشغل و سوق المقاولة، و أصبحت لها مكانة رفيعة و ازدادت قيمتها و أبرزت عن جدارتها في تسيير أمور البيت بموازاة مع أنشطة التي تزاولها في الجمعيات، كما ساهمت دروس محو الأمية في تسهيل المأمورية للتواصل و التعايش و الولوج في عالم المقاولات و المشاريع المدرة للدخل.
و لعل المشاركة الشريفة للمرأة التنغيرية في المعرض الجهوي للصناعة التقليدية والذي احتضنته مدينة تنغير في الفترة الممتدة من 18 الى 26 غشت الجاري أكبر دليل على تحسن و ضعية المرأة و خروجها من دائرتها المنغلقة إلى عالم التسيير و التجارة، و الذي شكل الفرصة لعرض منتجاتها وإظهار للمتجول ثمرات مجهودها و إعلان صوتها من خلال إبداعاتها الجميلة المتناسقة الألوان و المنسوجة بالحنان تحت دفئ الأمان.