زايد جرو – سعيد وعشى/ جديد انفو
ما تزال جديد أنفو تنبش في المهمش والمنسي من المغرب العميق، وكان بعض من طاقمها يوم السبت 06 شتنبر 2014 في زيارة خاصة، ومتعبة بين أودية جافة ورمال بها أثر وقفا زحف الزواحف، بحثا عن بعض رحال الجنوب الشرقي، بين الرشيدية وكولميمة قناعة منها، وإخلاصا لخط تحريرها، للكشف عن فئة من الناس، لا تعرف من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء التي يقطعون من أجلها حسب تصريحاتهم 25 كلم مشيا على الأقدام، أو مطية دواب عجاف من البغال والحمير.
وفي حوار مع الرحال الشاب "يوسف" الذي يكتم غيظا على الحال الذي لم يعد حاله حالا، في ظل توالي واستمرار القحط .
بين أن القطيع يتهالك يوما بعد يوم والعطاء من اللبن والزبد والصوف والشحم واللحم شحيح، ولا عائدات بيع من الأسواق أو دخل قار، لا يعرف عن الفلاحة والدعم والأعلاف لا القليل ولا الكثير، يستيقظ باكرا يسوق ماشيته علها تجد نبتة شوكية تم نسيانها في الطريق الذي حفظته يوميا، لتعود في المساء جائعة ولا يجد من حل لإطعامها تجنبا لسماع " بعبعتها " التي تؤلمه، غير بيع بعضها ليشتري بثمنها علفا وشعيرا للقطيع المتبقي، وكل أسبوع يتحسر لعددها الذي يقل ولا خيار له، ولا لجيرانه،غير الهلاك والموت اليومي بالتقسيط .
وفي حديث مواز مع "موحا "الأخ الأصغر الذي يقود قطيعا من المعز وسنه لا يتجاوز 12 سنة .
تبين أنه لا يعرف للمدرسة مسلكا، ولا يدري من عالم الطفولة والأحلام ولا من حقوق الطفل ولا من التعلم نزرا، يتكلم الأمازيغة بنطق سليم، بيده عصا طويلة مدورة الرأس، كالتي يستعملها سائقو السيارات، تحسبا للمخاطر، ويستعملها المسكين في ضرب نوع من النبات الصحراوي المكور ذي اللون الأخضر، بكل جهده ليفتته، للقطيع الذي يلتف حوله بعد سماع عبارة " تيك تيك" إعلانا منه بأنه قد نجح بعرق يتصبب في تهشيم النبتة، ثم ينتقل للأخرى والأخرى وهكذا طيلة النهار والأسبوع والشهر والحول، أقرانه يفكون شفرة القراءة بقلم بين أنامل طرية، وهو يهشم رأس النبتة بعصا قوية بين أصابع خشنة في مغرب كله على بعضه ديمقراطي حسب تصريحات الحكومات المتعاقبة .
والحال عينه مع" لحسن" الذي يحمل مذياعا مربوطا رأسه إلى عصا نحيلة وطويلة بها خيط كهربائي .
يساعد الآلة على التقاط إذاعة إمازعن، لم يكتم أسفه على الحياة التي تمر، والعمر الذي يمضي وينقضي بين الجبال والأشواك والزواحف.
حال الرحال حقا متعب في ظل تنكر وزارة الفلاحة لهم، وفي ظل تنكر الجمعيات الحقوقية لحالهم : لازاد، لاماء ،لا عشب ولا إنسان حن قلبه لحالهم ... ونترككم مع الربورطاج .



