زايد جرو - تنغير / جديد أنفو
قلعة مكونة من المدن التاريخية القديمة التي ذاع صيتها بالورد وبرقصة النحلة رغم عدم رضا العديد من أبناء المنطقة تسمية فلكلورها بهذا الاسم، أبناؤها وشبابها مرتبطون بالأرض، متفتحون ومنفتحون حتى المدى البعيد بتواصلهم وحسن سلوكياتهم وهو الإرث المعنوي القويم الذي ورثوه من أجدادهم به يعتزون وبه يشتهرون ويسودون ولا يستأسدون.
المدينة اشتهرت بكونها مركزاً لثكنة عسكرية منذ الاحتلال الفرنسي للجنوب الشرقي واشتهرت أيضا منذ سنوات عهد الرصاص والجمر بكونها تحتضن أكبر سجن رهيب : السجناء فيه يفترشون الأرض وبدون مراحيض لقضاء الأوطار، و فيه من فنون التعذيب الأنواع والأشكال، وهو من أقسى المعتقلات بالمغرب إلى جانب تزمامارت الجبلي الرهيب وأكدز المنيع، وبعد المصالحة في العهد الجديد مع الذاكرة الوطنية تم إخلاؤه من المعتقلين، وتم فتح أبوابه للجمعيات الحقوقية بعد ما كانت الحراسة على جنباته مشددة، وكانت السرية والتعتيم حول أخباره هي السائدة، وقد أصبح في ما بعد مهجورا فتعهدت الدولة في إطار مسلسل المصالحة وقطع الصلة مع ماضي الانتهاكات بترميمه تكريماً للضحايا، وتم فتح أبوابه لبعض السفراء والقائمين بأعمال بعض السفارات الأوربية المعتمدين لدى الرباط رفقة المجلس الوطني لحقوق الإنسان .
وفي إطار نبش جريدة جديد أنفو في كل أعماق المغرب العميق زارت كامرتها السجن السري الرهيب وانتظرت أن تجد حراسا أشداء أقوياء لا يعصون الأوامر، ويمنعون الزوار ولا يجيبون عن أي سؤال، أو إيجاد أقفال حديدية بحجم ما تردد عن السجن من انتهاكات فإذا بالحال غير الحال : الباب مشرع والهدوء والخوف بحوافه وجنباته وأبراجه وبداخل زنا زنه بقايا وأثر المشردين والباحثين عن اللذة بالليل والنهار
وزيارة السجن كانت بناء على ما سمعته الجريدة في يوم تخليد عيد المدرسة بقلعة مكونة من أفواه نساء خفن على أبنائهن وبناتهن من المشردين الذين يتخذون السجن سكنا ومقرا لأنه من المؤسسة التعليمية الجديدة أحنصال قريب ، والبعيدة مسالكها عن المدينة والتي تستوجب على المتعلمين والمتعلمات قطع مساحات فارغة مخيفة للوصول لسكناهم وبر الأمان، والصعوبة أصعب وتشتد في فصل البرد والقر وفي أوقات الفراغ بين الحصص أو حين يتعذر التحاق بعض المدرسين، ولا محالة سيكون السجن حينها ملجئا للاغتصاب والخلوة والتحرش، ومن حق الساكنة التخوف والاحتجاج ومن حقها دق النواقيس قبل الفواجع، والكل يتساءل : لماذا تم اختيار المكان ذاته لمؤسسة تعليمية إعدادية ؟ وحتى إذا كان بعض من الجواب أن البناء فيه مصالحة بين عهدين ، والمشروع هو جبر للضرر الفردي والجماعي للمكان وأهله ، فلا بد من وضع مراقبة على السجن، ولا بد من حماية هذه المعلمة من كل أصناف الدمار ولا لهدمه بالقطع..
المؤسسة السجنية الآن مفتوحة لكل أصناف الزوار: من إنس وجان ودواب وزواحف وكل العيب والخزي إذا ترامت الفواحش والاغتصابات بذاكرة تراثية تم تعذيب فيها أبناء الوطن في عهد سنوات الرصاص والجمر واستمر التعذيب والعنف والتعنيف فيها ليطال أجساد ونفسيات أبنائهم في عهد الحريات والمؤسسات الحقوقية وإليكم الفيديو: