زايد جرو - حارة المرابطين/ جديد انفو

تعرف حارة المرابطين بتودغى السفلى بإقليم تنغير كل سنة، موسم الولي الصالح سيدي الحاج عمر، الذي يحج إليه الناس ، للاحتفاء والتبرك بالولي مؤسس الزاوية العمرية  الذي يرجع أصله إلى آل البيت الشرفاء "الأدارسة "وقد تأسست  هذه الزاوية في العهد السعدي في أواسط القرن التاسع الهجري (855ه-1480م)، في إطار الأحداث التاريخية التي عرفها المغرب والتي تتجلى في ضعف السلطة المركزية للوطاسيين أمام الضغوطات الخارجية.

وتعتبر هذه الزاوية مؤسسة علمية ثقافية، وقد كانت في السابق تختتم سنتها الدراسية بموسم ديني يقام في الأسبوع الأول بعد عيد الأضحى، ويفتتح يوم 17 من ذي الحجة ويختتم يوم 19 من نفس الشهر، حيث كان في السابق موسما دينيا، يقصده طلاب العلم والعلماء(امحضرن) من كل الأعماق من بني ملال وقصر السوق ومراكش وفركلة، و يتم التنويه بالطلبة الذين أنهوا دراستهم بالزاوية، كما يلتقي العلماء بها من أجل التدارس في القضايا المرتبطة بالدين " ومعالجة كل الخلافات أو النزاعات التي تحتدم بين القبائل.

والموسم الديني والتجاري ناجح على مستوى جهة سوس ماسة درعة الذي تشرف على تنظيمه قبيلة حارة المرابطين، من خلال مجلسها القبلي الممثل "لإخسان" القبيلة التي تحسن في الاستقبال وتجود في العطاء والكرم بالإضافة إلى ممثلي المجلس الجماعي بقصر حارة المرابطين . 

ويُدر الموسم أرباحا يصعب، عدََُ عائداتها قِلة أو كثرة، و يشهد بعض الظواهر، التي تعتبر شعبية، أو شعبوية، حيث التبرك، والتوسل بالولي والتقرب إليه بالذبيحة والهدايا من بخور، وشموع، أو التبرع بغطاء و ذلك لجني  البركة.....، يقصده كل من شق عليهم الحال، ليطلبوا منه الأنْس في الأنْس، وليبتغوا الرضا بأعماله، ويُلحون في الطلب، رأفة وشفقة، وهي قناعات روحية، قد يكثر الحديث  ويطول في مناقشتها  قبولا أو رفضا.

وقد زار الموسم  يوم الاثنين 13 أكتوبر 2014 ابتداء من الساعة الواحدة زوالا اليوم الثاني في الموسم الذي يسمى ب "المعروف " حيث يتم ذبح الثور، وفد رسمي مكون من عامل إقليم تنغير ورئيس المجلس العلمي المحلي ومندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ونائب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ورئيس جماعة تودغى السفلى وشخصيات مدنية وعسكرية وفقهاء وجمعيات  لمشاركة السكان والزوار احتفالاتهم، كما عاين الوفد طقوس " الذبيحة" التي تُقدم  هدية للولي والضيوف بعد صلاة الظهر وبعد قراءات قرآنية ودعوات دينية بالضريح.

الاحتفال بالولي تركيبة تاريخية بين المنتوج الفلاحي المنتظم حسب فصول السنة وتحيين ذكرى موت الولي الصالح بالأذكار وتلاوة آيات من الذكر الحكيم بالضريح . و يتم الاستعداد له وفق نظام عرفي قبلي عبر لقاءات بدار القبيلة لتدارس سبل التنظيم قصد إنجاحه، والموسم بالأكيد له عائدات مادية، ويجب أن يتم استثمار مداخيله لتنمية المنطقة وتكون النزاهة والشفافية في تقديم الحسابات لمجلس القبيلة حتى تكون النيات والمقاصد واضحة وصافية .