فاطمة خاليدي -أكادير / جديد انفو

ارتأت قبيلة ''ايت اوسا ''مند القدم أن تعقد تجمعا في زاوية اسا -المرتبط تأسيسها بالشيخ يعزى ويهدى- بين جميع قبائل أقاليمنا الجنوبية، لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف و صلة الرحم وفك النزاعات بين القبائل ويخصص يوم النحيرة لكل هذه الأمور، هذا الموسم تحول إلى مهرجان في السنوات الخمس الأخيرة وبهذا جمع بين ما هو روحي وديني وبين قضيا الوطن، وعلى خلفية إسدال الستار على فعاليات هذا المهرجان الذي امتد مابين 31 دجنبر 2014 إلى 4 يناير 2015 و حمل شعار " التراث الحضاري والروابط الروحية المغربية الإفريقية، في خدمة القضية الوطنية والتنمية المستدامة" عقدنا لقاءا مع مديره رشيد التامك وأجرينا معه حوارا لتعريف بأهداف هذا المهرجان وتوجهاته.
لماذا مهرجان زاوية أسا؟
مهرجان زاوية أسا ليس بمهرجان بل موسم وللرقي بهذا الموسم تم تأسيس جمعية مهرجان اسا، وبهذا أضيفت إلى الموسم مجموعة من الأنشطة، لاقى هذا التغير جملة من الانتقادات كمثل أن الموسم خرج عن طابعه الروحي والديني، إلا أننا حاولنا احتواء الموضوع وأرجعناه في السنتين الأخيرتين إلى طابعه الذي كان عليه.
لماذا اخترتم هذا الشعار؟'' الثرات الحضاري والروابط الإفريقية المغربية في خدمة القضية الوطنية التنمية المستدامة"
جاء هذا الاختيار أولا لترسيخ التوجه الذي خطه صاحب الجلالة المتجلي في الانفتاح على إفريقيا، ثانيا جاء لتوضيح الدور الذي كانت تلعبه الزواية على مر التاريخ كمرور القوافل التجارية من اسا إلى إفريقيا جنوب الصحراء مالي و موريتانيا، ثالثا جاء هذا الاختيار من اجل خدمة القضية الوطنية والتنمية المستدامة، لان المهرجان يلعب دور كبير في التعريف بقضيتنا الوطنية وبالعديد من الأمور التي كانت مغيبة لدى الساكنة وخصوصا الناشئة منها حيث يعمل على تربيتها على الوطنية.
ماهي الأهداف التي سطرتموها للمهرجان وهل حققتم تلك الأهداف؟
الأهداف التي سطرناها وهي الانفتاح أكثر على فعاليات المجتمع المدني، استفادة الساكنة من هذا المهرجان ، تحقيق التنمية المستدامة ، والحمد لله في هذه النسخة استطعنا أن ننفتح أكثر ويظهر هذا من خلال المعرض كثرة الجمعيات والتعاونيات المشاركة من صنف الصناعة التقليدية والفلاحة وكثرة الزوار الوافدين من كل بقاع العالم.
ماهو جديد هذه الدورة ؟
جديد المهرجان يتجلى أولا في كونه يحضى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة لأول مرة، ثانيا التركيز على البعد الإفريقي الذي كان طاغيا على فقرات المهرجان: الندوة الدولية حول دور الزوايا في التأطير العلمي والجهادي في الصحراء التي أطرها أساتذة دوليون من السنغال وبوركينافاسو وموريتانيا وكذلك اليوم الدراسي حول دور الإعلام في انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي وكذلك حضور مجموعة من الطلبة الأفارقة للمهرجان.
ماهي مصادر تمويلكم للمهرجان ؟ وهل الدعم الذي تتلقونه كافي لتغطية كل مصاريفه؟
إذا لم أبالغ في القول فان مهرجان أسا هو المهرجان الوحيد الذي لا يكلف كثيرا نظرا لاعتمادنا أكثر على ماهو محلي وتدعمنا وكالة الأقاليم الجنوبية والمجلس الإقليمي وكذا الجماعة المحلية، المهرجان يكلف 300 مليون سنتيم، هذا المبلغ نحاول أن تستفيد منه الساكنة ككل خصوصا الجمعيات والتعاونيات و اليد العاملة .
تعقد هذه الدورة ندوة عن '' دور الإعلام في خدمة انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي '' ما أهمية هذه الندوة في التعريف بقضيتنا الوطنية على المستوى الدولي؟
اختيار هذه الندوة لم يأتي اعتباطا لان الإعلام يلعب دورا كبيرا في التعريف بالقضية الوطنية ونبد مجموعة من المغالطات التي من الممكن أن يستغلها العدو في هذا الملف، ومن خلال هذه الندوة تم توضيح مجموعة من الأشياء التي تخدم ملف قضيتنا الوطنية، ونحن نريد دائما للإعلام أن يكون حاضرا وبالفعل بدأنا في تجسيد هذه الخطوة بتوقيعينا لشراكة مع المرصد الجامعي لمهن وممارسات الإعلام بجامعة ابن زهر فنحن سنعمل على بلورة هذه التوقيع لكي يكون ملف الإعلام حاضرا بقوة في الدورات القادمة لان ما نعاني منه هو غياب الإعلام في التعريف بالقضية الوطنية داخليا ودوليا.
ما الذي يميز مهرجانكم عن المهرجانات التي تقام في المغرب؟
ما يميز مهرجان أسا عن باقي المهرجانات هو الطابع الروحي والديني وكذلك تنوع الفقرات التي تحاول استهداف جميع الشرائح: أنشطة رياضية فنية تربوية اجتماعية، كذلك ما يميزه هو التقاء جميع القبائل.
ماهي الصعوبات التي تواجهونها في مهرجانكم؟
بالنسبة للصعوبات هي قليلة نتيجة لتجربة التي تراكمت منذ خمس سنوات، وبحكم كذلك التعاون والتلاحم الذي يكون بين جميع أطياف المجتمع السلطة المحلية المنتخبين والمجتمع المدني وهناك أيضا صعوبات مادية لكن كل هذا يتم تجازه.
كلمة أخيرة حول المهرجان وحول أفاقه في الدورات القادمة؟
أولا أود أن اشكر طلبة ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته على تواجدهم في هذه النسخة التي كانت متميزة بحضورهم ومواكبتهم لجميع الأنشطة وخلق الحيوية داخل فعاليات المهرجان، تطلعاتنا كبيرة نطمح أن يكون المهرجان مصنف من ضمن المهرجانات الوطنية ولما لا الدولية، كما نطمح أن يصنف المهرجان من طرف اليونسكو في التراث المادي والشفهي و نتمنى أن يكون له إشعاع أكثر في السنوات القادمة.