زايد جرو – تنغير / جديد انفو

إن دراسة السيرة  النبوية تجعل الفرد متمسكا  بالأحداث التي تعينه على بناء  فهمه ووعيه الديني  عن طريق الإصلاح  اقتداء بسيرة الرسول (ص) التي كرمت البشرية بالهدي والطمأنينة  وأبعدتها عن القيم المنحطة  باعتبارها ترجمة واقعية للوحي الرباني المنزّل .

ووعيا بأهمية السيرة النبوية في بناء صرح الأمم وانطلاقا من قوله تعالى « فبما رحمة من الله لنت لهم » نظم المجلس العلمي المحلي لتنغير الملتقى الخامس للسيرة النبوية يوم الأحد 26 ربيع الأول 1436هـ الموافق لـ 18 يناير 2015 م بقاعة الأنشطة بفندق بوكافر بتنغير، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف  صباحا في موضوع " الأمن والسلام في هدي خير الأنام " بدعم من عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي، والمجلس البلدي وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية.

وقد حضر اللقاء عامل الإقليم،  ورئيس المجلس العلمي المحلي ورؤساء المجالس العلمية لكل من زاكورة والرشيدية وقلعة السراغنة وورزازات،  ومندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس  المجلس  الإقليمي ورئيس المجلس البلدي وبرلماني المدينة، و عدد كبير من  الأئمة وخطباء المساجد والمرشدين وفعاليات جمعوية ونسائية، ومنتخبون وشخصيات مدنية وعسكرية، ومراسلو الصحافة الإلكترونية والورقية، والعديد من المهتمين بالشأن الديني والثقافي.

استُهل اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم  تلتها كلمة عامل الإقليم التي أشاد فيها بالوضع العلمي المريح والفعال للمجلس، ومساهمته المتميزة في التأطير الديني بالإقليم ،مركزا على الوضع الاعتباري والسياقي  والزمني الذي أتى فيه الملتقى من حيث الأمن  والسلام ونبذ التطرف الذي تتبرأ منه الأديان السماوية، بعدها كلمة رئيس المجلس العلمي الذي لم يفته الدور في التنويه بالتفاعل الفعال لعامل الإقليم مع المجلس العلمي الذي دأب على رفع قيمة العلم والعلماء بالإقليم ومتابعته المستمرة لأعماله وأنشطته ولقاءاته ، كما نوه بدور المجلس الإقليمي والبلدي ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث بين أن الأمن  العام هو الذي تطمئن إليه الناس من مقاصد الشريعة الخمسة وأن العافية والطمأنينة اللتين تطمئن إليهما القلوب أنفع  وأخير للبشرية، وتتابعت كلمات المجالس العلمية في إطار التنويه بالحدث والتأريخ للاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف ،لتُختتم الكلمات بمداخلة مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي استحضر في متنها جانبا فكريا في اللقاء، والمبني على مقاربة التجلي  في استحضار الاحتفالات المغربية بعيد المولد النبوي الشريف  في شهر ربيع الأول حيث المولد والهجرة والوفاة، كما توقف عند الأحداث العالمية التي تنسب للدين الإسلامي وهو براء منها، لأنه دين الأمان والطمأنينة والسلام ، ويجب أن تُصحح الصورة النمطية للإسلام عند الغربيين ويمكن أن يحصل ذلك من تنغير بتحويل اللقاء لملتقى دولي  يكون فيه الرد عقلانيا  علميا على كل المستشرقين  المتطرفين وأذنابهم في  الملة والدين والمتحاملين على الإسلام والمسلمين ، بناء على المرجعية الدينية  الوسطية المعتدلة و بناء على المرجعية الدستورية الوطنية المتفتحة، وفي آخر مداخلته قدم  المندوب هدية لرئيس المجلس العلمي المحلي  وفيها الدلالات والعبر، وبعد استراحة قصيرة عاد الجمع لفضاء اللقاء لمواصلة المداخلات العلمية للوقوف على  الأبعاد العلمية  والروحية للسيرة النبوية في إطار الأمن والسلام. 

كما عرف الملتقى تكريم المتفوقين في حفظ القرآن الكريم ، وفي المساء  بعد صلاة العصر بدات الامسية الدينية بمسجد الرحمة بحي تيشكا وشملت قراءات قرآنية وأمداح نبوية لفرقة المديح والسماع من مدينة مراكش بعد صلاة العصر .