زايد جرو - جديد أنفو / متابعة

الجنوب الشرقي عرف تساقطات مطرية وثلجية تحولت بها الأرض اليباب خضرة، هلت وابتسمت بها النباتات الشوكية وازداد أمل الناس  في الله خيرا، الساكنة عانت من هذه التساقطات، وانحصرت، وتكبدت خسائر بالجملة، فصبرت حيث لا سلاح غير كتم الغيظ ... وحظ المرأة في هذا الوضع المزيد من التعب ،حيث الخضرة تفرض الاستيقاظ باكرا قبل صياح الديك، من أجل جلب بعض الأعشاب للماشية التي لم تأكل الطري منه منذ مدة .... النساء صوب الحقول متجهات لتعدن بحمل ثقيل فوق ظهور منحية لمسافات طويلة بأحذية بلاستيكية خاصة بالجنوب كنعال هارون، ولم تفكرن أبدا في بريق البشرة، أو صباغة الأنامل، أو الحفاظ على نعومة الكفين، أو النوم حتى الضحى، بل هن مستسلمات للوضع الطبيعي  القاسي، فرغم النفسية المنكسرة والملل والغضب فهن صابرات بالرأفة  تحت حرارة فرن  التهميش لخبز  خبز لرجال المستقبل بالمغرب العميق.