جمال أمدوري
تزخر جهة درعة تافيلالت، جهة الإنسان كما يحلو للطثيرين تسميتها، بالعديد من الطاقات الإعلامية المعروفة على الصعيدين الوطني والدولي والتي حققت نجاحات باهرة بخوضها لتجارب احترافية في العديد من المنابر الإعلامية السمعية البصرية أو المكتوبة المشهورة على الصعيد العالمي وتحولت بإصرارها وتالقها الى ايقونات اعلامية مسجلة. وسنحاول في هذا المقال إبراز مسار أربعة صحافيين من أبناء هذه الجهة مع صاحبة الجلالة.
* مصطفى الطوسة من مدينة ميدلت الى سماء مدينة الأنوار .
مصطفى الطوسة من أبناء جهة درعة تافيلالت وبالضبط مدينة ميدلت بجبال الأطلس، شق مساره الصحفي انطلاقا من المعهد العالي للصحافة بالرباط الذي تخرج منه سنة 1986، ليقصد بعد ذلك فرنسا لمواصلة مشواره في رحاب صاحبة الجلالة متوجا مساره الدراسي بتخرجه من مركز تكوين الصحفيين بباريس، لتبدا رحلته في عوالم الصحافة الفرنسية، حيث عمل في القسم العربي بإذاعة "فرنسا الدولية" حتى انتهي به المطاف كرئيس تحرير بإذاعة "مونتي كارلو" الدولية.
الطوسة لم يفقد علاقاته الطيبة بالإعلام المغربي رغم عمله بفرنسا حيث لازال مراسلا للعديد من الصحف المغربية كـ "ماروك إبدو" و"أوجوردوي لوماروك" و "لوبينيون"، بالإضافة إلى عمله بإذاعة "مونتي كارلو"، ويحل باستمرار على قنوات التلفزيون الفرنسي وبعض القنوات العربية للتعليق على أبرز الأحداث التي تهم الشأن الفرنسي والعربي.
* عزيزة أيت سي باها من قلعة امكونة الى بلاطوهات فرانس 24
تطل علينا عزيزة أيت سي بها يوميا في نشرات الأخبار وبعض البرامج الحوارية بقناة فرانس 24 دون أن يعي الكثيرون من أبناء المنطقة أن تلك الفتاة تنحدر من قلعة امكونة وبالضبط من دوار أيت علي وحساين بالجماعة القروية لأيت سدرات السهل الغربية.
عزيزة الحاصلة على بكالوريا علوم رياضية بدأت مسارها الدراسي في شعبة الفيزياء والرياضيات،غير ان شغفها بالصحافة دفعها لاختيار مسار مغايرا ومجانبا لزميلاتها في علوم الجبر والهندسة، فآثرت العمل في الصحافة التي ناضلت منذ صغرها لامتهانها.
فكانت البداية من المغرب في مجلة كانت موجهة للشباب تسمى "كيفاش"، هنا تعلمت عزيزة أولى خطوات في عالم الأخبار، بعد ذلك التحقت بالقسم الثقافي لجريدة "لومتان" لتشتغل بها في الفترة ما بين 1997 و 2004، وتقرر بعد ذلك العودة إلى الدراسة من باب مدرسة العلوم السياسية تخصص المجال السمعي البصري بباريس حيث هاجرت إليها معتمدة على نفسها، وفي سنتها الأولى من الدراسة بباريس عملت عزيزة كصحافية براديو "مونتي كارلو"، لينتهي بها المطاف في قناة "فرانس 24" حيث تكتب يومياتها كمغربية ضمن نادي صحافيي العالم المغاربة.
عزيزة نايت سي باها وطيلة مسارها المهني بقناة فرانس 24 قامت بمحاورة العديد من الشخصيات المهمة في برنامجها "ضيف ومسيرة" ومن أبرز هذه الشخصيات رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، والرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، وابنة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، قدمت كذلك برنامج "ثقافة" لمدة 6 سنوات بنفس القناة، وكانت عزيزة واحدة من مجموعة من الصحافيين الذين رافقوا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى البيت الأبيض.
* عبد الرحمان عمار من المغرب العميق الى أضواء الصحافة الألمانية
عمار عبد الرحمان ابن بومالن دادس الذي تألق نجمه الإعلامي بألمانيا من مواليد منطقة جيدا ببومالن دادس إقليم تنغير، حاصل على الإجازة في علم الاجتماع من جامعة القاضي عياض بمراكش بعد مسار دراسي متميز و قبل أن يلتحق بألمانيا درس اللغة الألمانية بإحدى المعاهد الألمانية بمراكش لمدة سنتين مما خول له مداعبة الثقافة الألمانية ةسهل عليه الاندماج بسرعة في المجتمع الألماني، حيث ولج جامعات ألمانية لدراسة علم الاجتماع وعلم الاستشراق، توجه فيها بعد اقل من سنتين بماستر حول موضوع "الحركات الإسلامية في المغرب وتأثيرها على أبناء الجالية في ألمانيا العدل والإحسان نموذجا".
ولع عبد الرحمان عمار بالصحافة والفن رافقه منذ كان طالبا بجامعة القاضي عياض حيث كان يشارك بمواضيع على صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي، تهم السينما والفن ومشاكل قرى بومالن دادس وكان مراسلا لعدد من الجرائد الوطنية. وفي ألمانيا دشن مساره المهني كصحافي بمؤسسة "دوتشه فيله" الألمانية سنة 2011 و بعدها في جرائد ورقية ألمانية ويعتبرع عمار من بين المحللين المختصين في قضايا الهجرة والاندماج والحركات الإسلامية ويتم استضافته في برامج حوارية متعددة بهذه الصفة.
* عبد الصمد جطيوي .. من الراشيدية الى "سكاي نيوز عربية"
جطيوي من الأسماء البارزة اليوم في الساحة الإعلامية بالخليج، من أبناء مدينة الراشيدية ترعرع بين أحضان نخيلها وبدأ منها حلمه غير العادي بأن يكون في المستقبل صحافيا رغم أن أحلام أبناء مناطق الجنوب الشرقي في تلك الآونة لا يتجاوز سقفها أن يكون الحاصل على الباكلوريا إما جنديا أو دركيا أو معلما. بعد أن حالفه النجاح في مباراة الولوج إلى المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط سنة 2003، صار حلمه اقرب الى الحقيقة وبات يتحقق شيئا فشيئا، فكانت أولى مغامراته مع صاحبة الجلالة براديو "العرفان" رفقة عدد من زملائه في المعهد.
اجتهاده واصراره مكنه من الحصول على منحة للتدريب بإذاعة "بون الألمانية" لمدة أربعة أشهر، وعند عودته من ألمانيا، آثر جطيوي العمل بقناة "ميدي 1 سات" سنة 2007 وخلال فترة اشتغاله في القناة قام بتقديم مجلة إخبارية خاصة بالصحافة العربية والدولية والنشرات الرياضية، واشتغل على برنامج "لقاء مع" كما قام بالعديد من التغطيات الصحافية للقناة بالمغرب وخارجه، وأوكلت له مهمة إعداد وتقديم برنامج للتحقيقات البوليسية بعنوان "24/24"، وخلال الحرب في ليبيا اشتغل مراسلا للقناة على الحدود الليبية التونسية.
حب جطيوي للمغامرات دفعه للعمل مع قناة "سكاي نيوز عربية" بأبو ظبي ابتداء من سنة 2012، حيث تم تكليفه بتنشيط مجموعة من اللقاءات المباشرة ، ليتم بعد ذلك تكليفه بتغطية الحرب في مالي وسوريا، جطيوي توج مساره بالاشتغال كنائب محرر أول في قناة "سكاي نيوز عربية".
هؤلاء إذن هم السفراء الإعلاميون لجهة درعة تافيلالت في الخارج، طاقات وكفاءات لاقت اعترافا وتشجيعا عالميا وتحولت في غفلة من أكراهات المجال الى اسماء سطع نجمها في سماء الإعلام العالمي ، مسارات مهنية نموذجية وجب الإحتداء بها، فدائما ما تكون البداية حلما وليس حلما عاديا ،فالقاسم المشترك بين هؤلاء أنهم آمنوا بقدراتهم وعملوا بجد واجتهاد وتجاوزا كل الصعاب للوصول إلى قمة التألق و قد تحقق لهم ذلك .
المصدر: لومكون