زايد جرو / جديد انفو

الكثير من أهالي المغرب العميق الذين شبوا خلف الجبال المنيعة ، و بين الصخور الوعرة ،يتيهون فترات قصيرة أو طويلة في أرض الاغتراب يسعدون بما ينفقون، ويمتعون النفس بالمشاهد الحية، ويكتسبون الخبرات والتجارب، ويقيمون  بين أبهة الجمال  وأناقة المكان ولا يريحهم المقام ويشدون الرحال بمشاعر مؤثرة  فيها الحنين نحو ديار الأصل التي  ينشدها السياح وعشاق الاستجمام والصور، فقد قادهم بالأكيد الشوق والحنين وما عينهم الى الأقوام التي تنظر إليهم باستغراب لارتباطهم  بالخلاء والعراء  والصخر والحجر.

هو الحنين للديار معبر المعاناة والتطلعات  وطفولة الرفاق الذين يراقبون الشموس ويكرهون المغيب في مطلع  كل قر وبرد ، الفقر يجمعهم ،ويوحدهم حب الناس والموطن والحيوانات الأليفة التي تتقاسم معهم كل شيء ،ينامون مسطرين  بغطاء صوفي يلمهم ،ويسمع الكل أنين الكل ويشم الكل رائحة الكل، يعيشون  بالزفر كل صرخة تمردت على الهدوء، ويمسح البرد كل الدموع التي جفت وعلقت بين النظرات ،في انتظار شروق شموس دافئة تعيد الدفء للحياة ،ولا يبغون عن ديارهم دارا ،وهي حياة عاشوها كيفما جاءت ولم يأخذوا من حلوها غير  العذاب.