زايد جرو – تنغير / جديد أنفو
رواح لحسن الملقب ب" جبيلو "فنان تشكيلي من قاطني حي أفانور بتنغير ، يشتغل معية ريشته  في الظل ،يتجول بالمدينة قرب محطة المسافرين ،يحمل أحيانا لوحات على ورق ،وعينه تبحث عن سائح  طائش، يهوى ويعشق جمع اللوحات والصور ،أهل المدينة قل من ينظر إليه ،وحتى من  طلت مقلته  خاطفة على ما تنتجه  ريشته من ألوان ورسومات وتشكيلات، فإن طلتها فيها استغراب ومقت،ومن لفت انتباهه تحركه السريع وتلفته يمينا ويسارا ،بطربوشه وقامته وشنبه الأبيض ، فلا شك أنه يردد خفية: ما الذي يصنعه  الرجل بهذه الخربشات على هذه الأوراق  البيضاء الطويلة  الحجم ،لأننا في تربيتا لم نتلق تربية جمالية فنية تغذي الروح  للحفاظ على التوازن النفسي والجمالي ، بل نهتم بالتغذية البيولوجية والطبيعية والمادية لتستمر الحياة ،فيحدث بذلك اختلال في بناء شخصيتنا، وبذلك تفوقت علينا الأمم المتقدمة ،والأسر التي تلقت تربية فنية منذ التنشئة الأولى..

أثار انتباهي الرجل وما يحمله من متاع فني من لوحات على ورق، ولم أكن أعرف عنه إلا أنه كان مصورا منذ أن نزلت بالمدينة في أوائل التسعينيات، فكانت رغبتي كبيرة في اكتشاف عمقه وما يظهره أو يبطنه فلما اقتربت منه أكثر  بعد أيام من التجسس الفني والفضول المتزايد ،قادني لزيارة بيته بأفنور، فرأيت العجب  العجاب في حقيقة  ما صنعته أصابعه وما  خطته ريشته و ما وشمته ساعة الخلو باللوحات المعلقة على الجدران، بألوان زاهية تصور عالما افتراضيا ،له علاقة بواقع كائن أو ممكن  أن يكون لتحقيق توازن ما بينه وبين الجمال .

وللأسف  قصر ذات اليد حال دون فك حصار وقيود وأغلال وأصفاد هذه اللوحات ولم  تجد بعد مسلكا  للمتلقي ، حيت تنقصها الإطارات الخشبية وبقيت معلقة تنتظر اليد الرحيمة لتنقذها من الظلام لتعانق الوجود والحياة الاجتماعية..

رواح لحسن  صاحب لوحات "متعة العين "من مواليد 1955 ب أغبالة ببني ملال ، رجل معطل  وله عيال ،اشتغل في التصوير  الفوتوغرافي منذ 1980 حتى 2004 منذ أيام صور الأبيض والأسود ،عشق الفن التشكيلي منذ النشأة ،بوسط قروي فيه الطبيعة والماء والوجه الحسن ،فنه هبة وفق جدلية  بين الذات والموضوع وخالق الكون ،فصارت أناه لا أنا، وتعلمت طواعية ودون توجيه  كيف تُخرج  المتعة من الذات للآخر.

وفي لقائي الخاص معه علمت بأن هواة لوحاته من السياح الأجانب الذين يلقبونه حسب تصريحه ب "بيكاسو المغرب" والعهدة عليه طبعا ،وكم مرة  طرق باب باشا المدينة، وقائد المقاطعة  راغبا بعض المساعدات من أجل وضع إطار للوحاته ،فحصل  وفاز بوعد عرقوب، وهو لا يبحث الآن إلا عن ممول في القطاع الخاص،أو العام أ،و أي إنسان ،له غيرة وعشق الفن  ليساعده من أجل ترويج لوحاته  .

واللوحات المعلقة فيها تيمات الارتباط بالأرض والحياة والوجود ، الوطنية  فيها  حاضرة وشاهدة ،من خلال العلم الوطني المتميز برسوماته وألوانه  ،واللوحات المعلقة تزيد عن الثلاثين وهي لم تعرض بعد، ولم تطلع عليها عين مخلوق مسؤول وهي تحتاج أيضا لنقاد متخصصين للوقوف على أبعاد اللون والخطوط والأقنعة..

أتمنى من كل قلبي وعقلي أن تكون للمسؤولين آذان صاغية  وأعين مبصرة لتطلع ،ولو خاطفة على ورشة الفنان جبيلو فتنغير فيها فنانون يشتغلون في الخفاء ،هم بحاجة للدعم المعنوي قبل المادي من أجل الإعلاء بالمدينة ثقافة ،وتشكيلا ويمكن بهذا الفعل  أن نحقق نجاحات محلية ووطنية ودولية...

ومن أراد الاتصال ب رواح لحسن فنان "متعية العين "فهاتفه هو( 0667558276 )وبيته بأفنور واليكم بعض من لوحاته: