مَـحمد بن سعيد

عَقَلْتُ رَحْلي في خِلْسة ...
 
من الحي وما رهطكِ بِغائِبِ.
 
وانتظرت أمينة سِرِّك ...
 
لتَدُلَّني إلى باب المَضارِب.
 
تَسَلَّلْتُ بين دروب
 
حَيٍّـك ... في رَهَبٍ ...
 
يهديني شذا عطرك،
 
وقِنديلي ... قَبَسٌ
 
من نور ...ٍ متوهـجٍ ...
 
من زَهْرِ وجـنتـيك.
 
تراءت لي ستائر مَخْـمل ...
 
تَـشِفُّ عن تلأْلـُؤٍ ساطع ...
 
من بين ثناياك يَبْـرُقِ.
 
تلك حبيبتي تترقبني
 
ولطالـع مقدمي تتشوَّق.
 
أوقَفَتْني زَغاريدُ مُتَجمداً،
 
وَجَلْجَلَـةُ عَادِيَّاتٍ مُغيرةٍ ....
 
لنِـسْـوةٍ تحتل مخدعك.
 
تَعالَىٰ إلي عويـلـُهن ...
 
ونقـر دفوفـهن ...
 
ممزوجا بدخان بخور ...
 
ودمعٍ من حوْرَيْك ينهـمر.
 
صدحن ضاربات بقَـعْقـعٍ
 
كخـبل ببابك يرثي ...
 
نادباً حظي الضامر ...
 
بقـفر مُتحـجر.
 
مُغيراتٍ صُبحاً بفُـلولـهن،
 
وقوافـل محملة ...
 
بعطر ... ومسك ... وعنبر.
 
وقد ناءت مطاياهن رهقا،
 
بما تحملنه لك من مهر ...
 
فيه لـؤلـؤ ... ومرجـان ... وزمـرد.
 
جلست أنظر إليك عاجزا ...
 
وأنت تُسْبَـيْنَ مستـسلـمةّ ...
 
تحت ناظري ... وتؤسري.
 
وقد أسدلـن عليك ديباجة ...
 
من حرير ... واستـبرق،
 
وكأنها قضبان حديد ...
 
سجنتك داخل قفص،
 
وحجبتك عن ناظري.
 
مددت يدي نحوك في
 
يأس ... لألمس شَعْـرَكِ ...
 
عَلِّيَ أشـْتَمُّ فيها عبـير
 
ورد .. بعدما جف بـقلبي ...
 
ياسمـين المِزْهَرِ.
 
أو أصنع من جدائلك ...
 
حبلا ملفـوفا ...
 
بعنقي لينقذني ...
 
من جحيمي المُسـتعِرِ.
 
هِـمْـتُ على وجهي قارعاً
 
ظٌنُوبي على إثرك، راثيا
 
حالي لحالي، مِدْلاجا حَوْقـَلِ.
 
كل عاشق أسدل جفـنـيه
 
يداري بهـما حبيبةً
 
خِشْيةً عليها من سَـبْـيٍ ...
 
كـسَبْـيِ حبيبتي ...
 
من خِدْرِها المُقْفر.
 
اَنـَّـتْ مطايايَ من
 
ضرب أكبادها واشتكـت
 
تحتي من راكب شـارد ...
 
ساربٍ بنهار موحش
 
وليل بهيم مقفر...
 
أما آن لقـلـبـي أن يتَرجَّلَ
 
عن صهـوة عِـشْـقٍ سَّـبِــيٍّ
 
بيع في سوق نِخَاسة
 
مُـغّْتَـصَـب ....