مؤسف جدا ان تتحكم فينا الحمية الأيديولوجية والحزبية فنحلل نتائج الإضراب بهده الخلفيات مما يفقدنا استخلاص الدروس منه، وبعيدا عن كل دلك أقول :إن الإضراب العام حمل عدة رسائل قوية لكل من يهمهم الامر : 

الرسائل الاولى للحكومة : ان اي اصلاح بدون مقاربة تشاركية حقيقية سيكون ماله الفشل وسيجر تبعات اجتماعية خطيرة على البلاد، بل قد يدخل الوطن في المجهول ويهدد السلم الاجتماعي .

ان الاجماع السياسي والنقابي النسبي يرسل رسالة قوية للحكومة أن مقاربتها الاجتماعية في الإصلاح لا تحض برضا الفئة الاجتماعية المسحوقة وخصوصا الطبقة الوسطى وان أي تضييق على هده الأخيرة سيؤثر سلبا على مسار التوازن الاجتماعي .

ان مقاربة الاصلاح يجب أن تكون شمولية تشارك فيها جميع الفئات بمختلف مستوياتها الاجتماعية من طبقة بورجوازية مستفيدة من ثروة المغرب و الدولة كمؤسسة اجتماعية، و مواطنين باعتبار المواطنة حقوق وواجبات ،وان إثقال كاهل المواطن بتكاليف ما يسمى بالإصلاح سيفجر الوضع اجتماعيا :الزيادة في الماء والكهرباء البنزين وما يرافقه من زيادات في النقل والمواد الغدائية ...

رغم حجم المشاكل الاجتماعية التي يعرفها المغرب فان المغاربة بروحهم الجماعية قادرين على تجاوز الوضع ولكن بعيدا عن سياسة التحكم  والاستعلاء السياسي والنظرة الحزبية الضيقة .

فضلا على هده الرسائل الموجهة للحكومة فان المواطن المغربي أرسل رسائل قوية الى من يهمهم الامر والذين يسعون الى توتير الوضع بالوطن نلخصها :في تاكيده على ممارسة  حقه الدستوري في الاضراب بعيدا عن لغة التخويف والتهديد والاقتطاعات ... في جو من السلم والهدوء .

لقد اسقط أيضا عصا الاقتطاعات التي كانت تهدد بها الحكومة المضرب فاتقطع من قوته اليومي مقابل الحفاظ على حقوقه،  واحدث بذلك فرزا بين المناضل الحقيقي والمنتفع من الاضراب

أن الإصلاح الحقيقي الذي يجب ان تخوضه الحكومة هو التوزيع العادل للثروة بين المغاربة وتقريب الهوة بين الفئات الاجتماعية فلم يعد مطمئنا ان نعيش ، في وطن ينشد التقدم بوتيرتين : وتيرة الدين يملكون والدين يقتاتون مما فضل على الدين لا يملكون،وان من حق المواطن أن يستفيد من خيرات هذا الوطن.

ان الاصلاح الحقيقي هو ذاك الذي يمتلك تصورا تنمويا  شموليا يسعى الى الرفع من وتيرة الانتاج بعيدا عن كل مقاربة آنية وكارثية .

اقرار اجراءات عملية لمحاربة الريع الاقتصادي لاقرار عدالة اجتماعية حقيقية .

ان الحكومة يجب أن ترسل رسائل اطمئنان للشعب المغربي أننا دخلنا مرحلة من تاريخ المغرب تقطع أو تدشن على الأقل لمغرب يربط المسؤولية بالمحاسبة حتى لا يتكرر ما جرى، وتعطي ضمانات حقيقية على نيتها الصادقة في محاربة الفساد والمفسدين.