تعتبر منطقة الجنوب الشرقي منذ الاستعمار الفرنسي، حسب التقسيم الذي اعتمدوا عليه مغربا غير نافع - فهي بالأساس فكرة مغلوطة – حيث عانت هاته المنطقة من التهميش و الإقصاء، لكن مع مرور الزمان و تصاعد أجيال واعية تبين أن المنطقة تمتلك ثروة لامادية تتجلى في الموارد البشرية و الثروة المادية (المعادن ...) و الثروة المتحركة (السياحة... ) لكي تعود بالنفع و كقيمة مضافة على جهة درعة تافيلالت .

وإخراج هاته المنطقة إلى منطقة الضوء، يمر عبر طريق مشاركة النخبة المثقفة و الواعية في  العمل السياسي والاجتماعي من اجل تنمية مستدامة باستثمار خبرتها و كفاءتها و تجربتها في شتى المجالات لتحريك العجلة الاقتصادية، الفكرية و السياسية و ذلك بعدم ترك الفرصة و المسؤولية للذين لا يملكون النجاعة و الكفاءة و الفعالية في الميدان و كذا الذين يتلاعبون بمصير الساكنة بالتفكير فقط في مصالحهم عوض المنفعة العامة و القطع مع الفساد و الباحثين عن الريع .

و أضيف كذلك أن النخبة في الجهة تتحمل مسؤولية كبير في ما تعيشه المنطقة لأنها لم تشارك في المجال التنموي.

إن العزوف عن المشاركة السياسية، بل و عن تدبير الشأن المحلي ليجرنا إلى البحث عن بديل الذي هو الإيمان "بالواقعية السياسية" بأن نكون موضوعيين و ليس مجردين (نرفض كل شيء ولا نهتم بأي شيء و ننتقد).                                        

إن الجهة المتقدمة، كمشروع استراتيجي، تندرج عامة في إطار التحولات الإصلاحية التي يقودها المغرب باقتدار من اجل تعزيز الديمقراطية المحلية ودعم دور المؤسسات الجهوية في نسق التنمية، والرقي بتدبير الشأن العام المحلي ليكون في مستوى التحديات الآنية والمستقبلية، وكذا سن سياسات واقعية لها تأثير مباشر على المجتمع المحلي، مع ضمان مشاركة المواطن في أجرأة كل السياسات العمومية وتحقيق المناصفة ومكافحة الهشاشة الاجتماعية، وتثمين القدرات والمؤهلات الطبيعية والكفاءات البشرية والرأسمال اللامادي. لإعطاء المكانة اللائقة لجهتنا لكي تنافس الجهات الأخرى التي تمتلك موارد مادية وطبيعية .

لذا ندعو جميع القوى الحية، الأطر، و الغيورين على المنطقة للمشاركة و دخول الرهان  السياسي من أجل تغيير الوضع إلى أحسن، لأن استثمار العنصر البشري مهم و يمكن خلق معجزة و خير مثال على ذلك الدول الأسيوية التي لا تملك موارد طبيعية كبيرة سوى طاقات بشرية استثمرتها و أوصلتها إلى مصاف الدول المتقدمة. فالنخب الجديدة هي التي تصنع التقدم و الديمقراطية التشاركية على المستوى الوطني و الجهوي و المحلي.

أن الأوان لوضع خارطة الطريق و إستراتيجية عمل من أجل النهوض بالمنطقة  و  الانضمام إلى عمل يعود بالنفع على الشجر و البشر.

و قديما قال الحكيم :

ؤردا يكرز دادس خس إزيارن نس

لا يحرث دادس سوى ثيرانه