زايد جرو + لحسن اوهرى - تازارين / جديد انفو

افتتحت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان تازارين الدولي للمسرح  يوم 28 ابريل 2017 ابتداء من الساعة الخامسة مساء تحت شعار: "المسرح من أجل التضامن" وقد اختيرت  للدورة الجديدة اسم  المسرحي المتألق شخصية إدريس كصرى . اللقاء  من تنظم جمعية تيغرمت للتنمية بالجماعة الترابية تازارين إقليم زاكورة  بدعم من المجلس الإقليمي لزاكورة، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة و الاتصال درعة تافيلالت - الرشيدية، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة و الاتصال بورزازات، والمجلس الإقليمي للسياحة زاكورة والمركز الثقافي زاكورة، والجماعة الترابية تازارين و الجماعة الترابية ايت بوداود.

الشعار الذي اشتغلت عليه الجمعية ذو عيار ثقيل "المسرح من أجل التضامن " وهي تيمة إنسانية عالية من  أجل زرع قيم نشأ وتربى فيه وعليها  الدرعاويون بالجنوب الشرقي، وما العيش بين دروب القصور الجماعية، والقصبات بالواحات إلا  الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل على أهمية زرع القيم الأصيلة بين الناس تسامحا وتجاوزا للكثير من السلوكيات  الانتهازية التي بدأت تطفو  على مجتمعات الجنوب الشرقي مع التحولات المجتمعية ... والعمل الثقافي الذي سنته الجمعية في دورته الثانية يسعى بكل القوى للاستمرار في إنبات الوجه المتخلق للمنطقة منذ القديم .

وفي  تصريح لجريدة "جديد انفو" أكد رئيس الجمعية ومدير المهرجان السيد محمد الخلوفي أن عمل الجمعية يندرج في إطار تخليق الحياة الثقافية بالمنطقة  والترويج لها سياحيا  وإعلاميا والتي صبرت ساكنتها وصمدت تاريخيا رغم الجفاف ورغم المعاناة والإقصاء والتهميش من أجل إيصال رسائل لكل  المسؤولين والمثقفين والمهتمين بالمسرح بأن تازارين بها أناس جمعويون ملتزمون متأصلون  قادرون على العطاء  وعلى رفع الحيف الذي علا المكان، ولو بالقليل رغم إخلال  بعض الشركاء بما وعدوا به  الجمعية لإنجاح فعاليات المهرجان " وأضاف " إن التحدي هو قوام العمل، ولا يجب أن ننكسر ولن نخذل الساكنة ولن نتراجع عن العمل الثقافي بالجمعية لسبب وحيد هو أننا في تازارين محتاجون للتضامن والتكافل من أجل هويتنا وانتمائنا وعلاقتنا بأرضنا الحبيبة تزارين."

افتتح اللقاء بالنشيد الوطني وبكلمة ترحيبية بالجمهور الحاضر، وبالفرق المسرحية المشاركة من وجدة والدار البيضاء ،واكادير، وزاكورة، وورزازات  دعما للقاء وتشجيعا للعمل والمجهود القوي الذي تقوم به الجمعية إعلاء للشأن الثقافي والجمعوي، في مكان ناء عن الحراك  الثقافي الذي تشهده المدن في المراكز الحضرية، كما تم تقديم  شخصية الدورة ادريس كصرى  للحضور وأعماله المسرحية باعتباره ابنا بارا للمنطقة  والذي لم يتوانَ ولم يتلكأ في تلبية دعوة  الحضور إخلاصا للأصول.

وأكد كل من رئيس المجلس الجماعي لتزارين السيد الحاج محمد فريكس  والنائب الأول للمجلس الإقليمي للسياحة بزاكورة  السيد أّحمد شهيد ... صرحا بأن الجميع مستعد في إطار التنمية المستدامة لدعم الأنشطة الثقافية لجعل تزارين تستمر في نموها بشكل أفقي لاستقطاب السياحة الداخلية والخارجية، وتازارين محتاجة للصحة والتعليم والثقافة ... وكل يجب أن يعمل من جانبه  لللإقلاع  لكون تازارين حاضرة  في التاريخ المغربي  منذ القديم  دفاعا عن الوحدة الترابية الوطنية.

وفي كلمة للسيد جعفر المساعدي  الفاعل الجمعوي  المدني  المحتفى به، أستاذ الموسيقى بدار الشباب تازارين والذي منح الكثير من عطاءاته للمنطقة منذ 1989 وقف في حديثه عن ارض تازارين عنوان الشموخ والرجولة  والتي خدمت ساكنتها الوطن، وضحت من أجل حب وعشق  الوطن، والتي لم يجد لها المكرم تعويضا  غير جعل نفسه خادما أمينا  لتزارين وشكر المغرب الذي علمه خدمة وحب الوطن وختم مداخلته بالاعتذار قائلا  " اعتذر بصدق، وأترفع بصدق وأحب بصمت وإذا إردت أن أرحل، ارحل بصمت  "

شخصية الدورة الثانية لملتقى  مهرجان تازارين الدولي للمسرح السيد ادريس كصرى من شخصات  الجنوب الشرقي التي أخلصت للمكان، وله العديد من المسرحيات منها : مسرحية "ابو نواس "، "الكانة والمكانة" و"الصابوطاج "و "الصابون"...

ادريس كصرى شخصية الدورة  حن للبلد وللعشيرة والأهل  ومازال تراب الواحات وعطاءات الواحات تسري في كوثر دمه، فترجم إحساسه الأصيل بكلمات بح فيها صوته تواضعا واحتراما لمنطقته قائلا :" التكريم هو تكريم للإبداع والجمال واني ابن هذه الأرض المعطاء ،وزادي من معين هذه الثقافة، نهلت من ينابيعها فصقلت وجداني " فقبل الأرض راكعا خاشعا متخشعا من خشية المكان ،وحدب الأهل وعطف ذوي القربى ، فما زاده الفعل إلا احتراما ،لأنه لم ينكر ولم يتنكر للأصل والهوية، فكبر في عين الجميع بتواضع الكبار  وكلامه اللين ،ولسانه العذب السلسبيل .

لحظة تكريم السيدين جعفر المساعدي و ادريس كصرى ارتاح لها الجميع، كما يرتاح للكرم النزيل تكريسا لثقافة الاعتراف، وتربية الذين يتنكرون للجميل،  ففي بلدة سكورة والنيف والنقب وزاكورة وورزازات  بل في بلدة  تازارين جمعويون لا ينسون بالقطع ما قدمه الآخرون  لهم وللبلدة ،وهي  عملة ناذرة  تتعامل بها جمعية تيغرمت للتنمية خلاف جمعيات أخرى، والفعل محمود جدا يحسب لها ولرئيس الجمعية الاستاذ محمد خلوفي.

كما عرف اللقاء الافتتاحي  عرض لوحات فنية وعرض مسرحيتين الأولى مسرحية "المطمورة "من فرقة بزاكورة والمسرحية الثانية مسرحية "بغيت بلادي " وتواصلت أشغال الملتقى الثاني للمسرح الدولي في نسخته الثانية بورشات ومسرحيات وتوزيع جوائز ...

وقد حضر اللقاء  السيد القائد وممثلين عن الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية وعدد كبير من ساكنة المنطقة  إلى جانب فرق فلكلورية منها فرقة احيدوس تزارين ،وفرقة جمعية امال للتراث والثقافة ايت اسفول تاغبالت وجمعية كناوة..،واليكم بقية اللقاء  بالفيديو و الصور :