زايد جرو + سعيد وعشى - مرزوكة / جديد انفو

أنعام علي  الملقب ب "علي الكوخو "  والمعروف عالميا  في سباق داكار سيري  العالمي صنف   "لكواد " الرباعية الدفع  يستعد يوم غد الأحد  14  ابريل 2018  للمشاركة في  النسخة التاسعة للرالي  والذي سيقطع فيه المتسابقون من مختلف الجنسيات مسافات طوال  تقدر بحوالي 2000 كلم على مراحل  خمس  في القفار الوعرة بعمق الجنوب الشرقي.

سباق " دراجات لكواد "  ليس  بالأمر الهين، وان يشارك فيه "الكوخو " من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويصنع له مكانا بين المتسابقين العالميين، وينحدر من  عمق المغرب العميق  المنسي، فهي العصامية حقا ، وقد سبق له ان شارك في السباق أول مرة سنة 2016   في مسافة ناهزت 1700 كلم على مراحل، وبمناطق وعرة بين أرفود والريصاني والرشيدية والطاوس  ومرزوكة عبر تخوم الصحراء بين الجبال والوديان والشعاب والرمال، واحتل المرتبة الخامسة في صنف دراجات  لكواد من أصل 38 مشاركا ،وفي سنة 2017  شارك للمرة الثانية  واحتل في السباق  المرتبة ( 38 ) من اصل ( 70 ) مشاركا عالميا  تخصص  لكواد   والمرتبة ( 70 ) في  الترتيب العام  من اصل ( 240 )  متسابقا ،  وينتظر تصنيفا  جديدا  يوم غد  الاحد  في مشاركته الثالثة والتي ستعطى انطلاقتها بمرزوكة ب (170 ) مشاركا .

"داكار سيري " كان اسمه السابق "رالي مرزوكة"  شارك فيه علي الكوخو بعد شراكة بين الجامعة الملكية لسباق السيارات  وادارة رالي مرزوكة والتي تمنح امكانية  مشاركة مجانية للمغاربة في جميع الاصناف ( البوكي ، لكواد والدراجة النارية الرياضية العادية ).

وفي لقاء  لجديد انفو مع تجربة علي الكوخو  من ذوي الاحتياجات الخاصة خلقة بعيب في رجله اليمنى منذ الولادة سنة ( 1973)   يحكي  علي عن مساره الطويل مع السياحة  والسياح الأجانب منذ 1986  حيث كان عاملا عاديا في منشأة سياحية  مع خاله ،وكان في الوقت ذاته يتابع دراسته الاعدادية بالريصاني  بإقليم الرشيدية وفي أوقات الفراغ يشتغل كعادة ابناء المنطقة في الإرشاد السياحي بما قل او كثر، وتابع دراسته الثانوية بأرفود تخصص  ادب ، والعلاقة مع الاصدقاء السياح الجانب تكبر وتزداد ودا وتقربا يوما بعد يوم  لخبرته العالية بمسالك الصحراء، وفي سنة 1995  بدأ  تجربة جديدة في الارشاد السياحي مع منظمي رالي السباقات للسيارات ذات الدفع الرباعي حيث  كان يدل المتسابقين ويرشدهم  عبر الصحراء من نقطة  الانطلاقة بالناضور حتى  نقطة النهاية بسيدي افتي   حيث يشتغل كخبير يتقن اللغات ويُدِل   المتسابقين على السبيل السهل للفوز ، فيحقق الكثير منهم الالقاب بمعيته ،فيحسب التفوق واللقب لهم وهو من صنع ذاك التميز  بخبرته في الصحراء ومناطق المرور ، فتولدت لدية  نزعة دفينة ورغبة  رياضية لا تقاوم  وساءل  نفسه فلِم لا اكون ذاك المتسابق الذي يصنع البطولة لنفسه والمجد لوطنه، بخوض التجربة ولا يهم الفشل  في المرة الاولى او الثانية المهم هو المشاركة لتحدي الاعاقة و الفوز لا حقا بالمراتب الأولى.

علي الكوخو لم يتوقف حلمه وسار مع الحلم الذي يمكن ان يتحقق مع الزمن  فاختار المشاركة في رالي مرزوكة  للدراجات النارية صنف كواد لكونها تتناسب واعاقته مع هذا الصنف  فانخرط كعضو مشارك في السباق ،وحصل على بطاقة من نادي المغرب الكبير بالرباط ،وانطلقت التجربة والمشاركة التي تحولت من حلم الى حقيقة سنة 2016 كأول مشاركة .

علي الكوخو معروف على الساحة الدولية متزوج واب لطفلين "فريد" (15 سنة )  و(نبيل 8 سنوات  ) طور نفسه بنفسه  حتى أصبح منعشا سياحيا بمرزوكة مشرفا على مشروعه السياحي ( اطلس الرمال )  يستقبل العديد من السياح ومنظمي  الرالي وهو نموذج  للأشخاص الذين لا يعرفون غير العمل بروح قتالية مع دوران الزمن، يشغل العديد من شباب المنطقة يعشق دراجته النارية عشقا جنونيا يسمع صوتها  من بعيد فتتحرك بدواخله نزعات لا تقاوم لم يأخذ حظه بعد من الإعلام المغربي الرسمي وغير الرسمي  وهي مشكلة قنواتنا التواصلية  ،علي الكوخو في المجلات والجرائد الاسبانية منشورة صوره وانجازاته وتحديه للإعاقة ولا أحد يعرفه ببلده المغرب الحبيب وتلك حقا مشكلة.

أملنا ان يحقق " علي الكوخو"  مرتبة متقدمة ضمن المتسابقين  غدا  الأحد ليزداد ثقة وتفتح امامه فرصة المشاركة في الدورة المقبلة لسباق باري داكار العالمي الذي تحتضنه قارة امريكا اللاتنية  وفي رده عن سؤال حول طموحاته المستقبلية اجاب " طموحي كبير ورغبتي في تأسيس سباق عالمي لدراجات لكواد يحمل اسم علي الكوخو رالي ، ولن يتحقق لي هذا الحلم  الا بدعم المستثمرين والشركاء  والجهات المسؤولة وطنيا على السباقات ،والوزارة الوصية على قطاع السياحة "

على الكوخو  من خلال انجازاته وطموحاته يلقن درسا للذين يسمون انفسهم اسوياء ،لان الإعاقة تكون اعاقة  حقا حين تمس الهمم والعزائم والرجل مؤمن بالتفوق  لا يركن ولا يهدأ ولا يستسلم مادامت الحياة حياة ومادام الزمن زمن .

وللاطلاع اكثر  على تجربة الكوخو ومغامراته رافقته كاميرا الجريدة في تداريبه بين كثبان مرزوكة العالمية وانجزت حوارا معه  تجدون تفاصيله في الفيديو اسفله: