بينما تراق دماء المواطنين السود بـ "أرض الحرية" الولايات المتحدة الأمريكية، ظلت جل المنظمات الحقوقية البئيسة صامتة، غير قادرة على النطق ولو بكلمة، في وقت تسيل فيه دماء العنصرية من جديد داخل بلاد العم سام، أمام أنظار العالم الصامت والمتواطئ.

لم تكتف سلطات مدينة "فيغرسون" بولاية ميزوري الأمريكية بنشر عناصر الأمن ومواجهة المواطنين من أصول إفريقية بالعنف، بل نشرت قوات الحرس الوطني في مواجهة احتجاجات الغاضبين بعد حادث مقتل شاب ذو بشرة سوداء على يد عنصر أمن، ووفاة شاب ثان خلال احتجاجات تلت الحادث الأول. ومع ذلك لم ينبس الحقوقيون بكلمة، وكأنهم في عطلة في انتظار عودة انفصاليي الداخل المغربي من مخيم بومرداس الجزائري الذين سيُحالون إحداث الفوضى في العيون والسمارة من جديد.

انكشفت إذن عورة "هيومن راتس ووتش" ومعها منظمة الساقطة "كيري" ومنظمات أخرى تقدم نفسها على أنها مدافعة على حقوق الانسان بمفهومها الكوني، وظهرت حقيقة ميزان ومعايير وتقارير هذه المنظمات التي يحق للجميع اليوم أن يصفها هي أيضا بـ "الفاسدة وغير الموضوعية ولا محايدة" تماما.

منظمات التفاهة واللا إنسانية تلك تفتح فمها وتستعمل كل أسلحتها فقط عندما يتعلق الأمر بالمغرب، رغم كل التطورات التي عرفتها البلاد في ملف حقوق الإنسان، والإرادة التي أبانت عنها الدولة في هذا المجال.

اليوم تأكد أن المغرب الذي ظل يردد لازمة "النية الحسنة" مع جميع المنظمات والجهات والدول، فتح المجال لهيئات ليست في مستوًى نستطيع معه السماح لها بدخول بلادنا، لأننا قادرون اليوم قبل كل وقت، على تقييم ما حققناه وما لم نحققه في مجال حقوق الإنسان، ولدينا من المؤسسات والهيئات ما يكفي، وإن كانت بعض المنظمات "حتى هي غير كارية حنكها".

ولدينا منظمات حقوقية أغرقتها جهات خارجية بالدعم المالي، مع العلم أن كل تلك الدول "ماشي جمعية خيرية" ولا تقدم الدعم لمنظماتنا لسواد عيونها ولا لحبها أو احترامها للمغاربة، وإنما لأهداف معروفة ومكشوفة، مكشوفة لأن خطابات بعض هذه المنظمات لا تستطيع الخروج عن "خط تلك الدول".

أين "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "كيري" والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان وغيرها مما يقع اليوم في الولايات المتحدة؟ وأين هي مما يقع في الجزائر ومخيمات تندوف وكثير من بقاع العالم...

عفوا، لم أكن أعلم أنكم في عطلة -أيها الحقوقيون- إلى حين عودة "مستخدمي قصر المرادية" من مخيم بومرداس إلى أرض المغرب لإثارة الفوضى وتمثيل مشاهد "اعتداء الأمن" عليهم قصد تصويرها وتروجها لتشويه صورة المغرب، ولإعطائكم فرصة جديدة لجلد المغرب والإسائة إليه، بينما كل أبواب الجزائر مغلقة في وجوهكم... مأجورون أنتم من طرف أعداء المغرب.