سليمان محمود - تنغير / جديد أنفو

في لقاء إعلامي تعريفي بجمعية تنغير الكبرى للتضامن والتنمية الذي انعقد بالمركب الاجتماعي التربوي مساء يوم الخميس 31 يوليوز 2014، استفزتني مداخلة لواحدة من أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية، في إطار الرد على مداخلات الحاضرات والحاضرين، حيث كانت تتحدث عن أبناء وبنات تنغير، وعن تنغيرَ كلِّها، بلغةٍ مليئة بعبارات الإشفاق علينا، والتضامن معنا، وكأننا شعبٌ منكوبٌ، وشعبٌ ‫# ‏بُوْخْلُولْ‬... وأحسستُ بنفسي وهي تقول: «‘‘أنتم’’ تعيشون الكثير من المشاكل»، «أعرف ‘‘أنكم’’ تعانون كثيراً»، «و‘‘أنتم’’ عندما تأتون عندنا لمراكش لمتابعة دراستكم العليا نتألم لحالكم»... وكأنها ليست ابنة تنغير التي تُخاطبها بــ «‫#‏أنتم‬».. وكأنها من إحدى بلدان الشمال المتقدمة جداً، أو كأنها من جزيرة الوقواق، أو من إحدى المدن السحريةِ الخيالية التي بيدها صنعُ المعجزات...

أحسستُ، وهي تخاطبنا - نحن الحاضرين - بهذا الأسلوب، وكأنني حضرت بين يدي موزعةِ ‘‘الياغورت’’ على الفقراء.

وما أسخفَ قولَها: «رغم انشغالاتنا (تقصد أعضاء الجمعية المنظِّمة للقاء)، جئنا إليكم حيثْ بْغِينا تنغير تْحْضَّرْ»، وكأننا - نحن أبناء تنغير- قومٌ هَمَجٌ (○) بعيدون عن الحضارةِ، وبيدِ هذه السيدةِ فقط سرُّ تحضُّرِنا وانعتاقنا من الجهل والتخلف و ‫#‏ الخنونة‬، ولذلك تركتْ أشغالها من أجلنا.

لله ما أشفقَكِ يا سيدتي!

في الأخير، أتقدم بتحياتي الحارة لجمعية تنغير الكبرى على هذه المبادرة الطيبة. لكنني أتقدمُ لهم بعبارات الأسف والأسى، لأن بينهم نساء بهذا المستوى المتدني جداً في النظرِ لأصلِها الذي رضعتْ لِبَانَه.

_________
(○) الهمجية: ضد الحضارة