لا يمكن لأي فاعل موضوعي منصِفٍ في المجتمع التنغيري أن يُنكِرَ حجم النشاط النسوي الذي نُظِّمَ بمبادرةٍ من «جمعية فضاءِ المرأةِ» بتنغير يومي السبت والأحد 08 و09 مارس الجاري، سواء من حيث جودةُ الأنشطةِ، أم من حيث التنظيمُ، أم من حيثُ عددُ المستفيدات من السباق على الطريق الذي قارب الـ 800 من العنصر النسويِّ أو جاوزه - حسب مجموعة من التقديرات -.
وهو نشاط لا يُمكنُ تجاوزُه أو غض الطرفِ عنه، وما نُشِرَ عنه في المواقع الالكترونية أو صفحات التواصل الاجتماعي المحلية إلا دليلٌ على ما سبق أن أشرتُ إليه، سواءٌ كان ما نُشِرَ عنه إيجابياً أم سلبياً.
وهذه المبادرةُ مكسبٌ لساكنةِ تنغير قاطبةً، ويجبُ تضافر الجهودِ من أجل تداركِ مجموعة من المزالق التي وقعت فيها هذه الدورةُ الثانية، لتكون الدورةُ الثالثةُ أكثرَ تمثيلاً للمنطقةِ بخصوصياتِها وكفاءاتِها النسوية.
وسأسجِّلُ هنا بعضَ الملاحظات التي آلمتني، وآلمتْ غيري ممن أخذتُ شهاداتهنَّ وشهاداتهم، من هذه الدورةِ، لعلَّه يتمُّ تجاوزُها في الدورات اللاحقة.
1. إقصاءُ المرأة المحليةِ المتميِّزةِ
لاحظتُ في اليوم الأول (السبت 08 مارس) أنَّه تمَّ تكريم أسماء وطنية (قائمة بلعوشي، نزهة بدوان، نعيمة زايد، نجاة أنور) على المنصةِ، ولم يتم ولو ذكرُ المرأةِ المحلية، رغم أن تنغير لا تنقصها أسماء وازنةٌ في العمل والتضحية من أجل المصلحة العامة.
2. النظرة الفلكلورية للمرأةِ المحلية
حيثُ تمَّ تأثيثُ فضاء القاعة بشاباتٍ محليات بزيٍّ تقليديٍّ أصيلٍ يعبِّرُ عن تاريخ وثقافةٍ وقيمٍ، وتمَّ توظيفُه من أجل الصورِ وإمتاعِ عيون الضيوفِ "الوطنيين".
ولا أُنكِرُ أنَّ الزيَّ جزءٌ من تاريخنا وثقافتنا، وما تحملُه من قيمٍ حضاريةٍ وأخلاقيةٍ، لاسيما أنَّ الزيَّ الجنوب – الشرقيَّ قد حضرَ بكلِّ تنوعاته، إذ حضرَ التودغيُّ والعطاويُّ والمرغاديُّ، وزيُّ أيت حديدو وأسيف ن دادسْ. لكنَّ طريقَة توظيفِه في 08 مارس أفرَغَه من محتواه.
3. الرجل ورسالةُ التكامل
في اليوم الثاني (09 مارس) الذي عرف سباقاً نسوياً على الطريق، تمَّ تكريم اسميْن لرجلين رياضيين "معروفين" (إبراهيم الحلافي ورشيد لبصير)، في الوقتِ الذي كانت فيه أسماءٌ محليةٌ تُشرِّفُ إقليم تنغير في المحافل الرياضيةِ الدوليةِ (عبد الرحمان الكوش نموذجا) مُجرَّدَ رقمٍ في اللجنةِ التنظيميةِ يتدافعُ مع البشرِ لكي يُسْهمَِ في "حسنِ التنظيم". لينضافَ: إقصاء الأسماء المحلية من التكريم إلى ما سبقَها من إقصاء المرأة المحلية.
هي ملاحظاتٌ ليسَ الهدفُ منها الانتقاصُ من حجمِ مبادرة جمعية فضاء المرأة باعتبارها المسؤولة على التنظيم والتسيير المباشِر لها، وإنْ تدخَّلَ فيها شركاءُ آخرون (المجلس الإقليمي، المجلس البلدي، المندوبية الإقليمية للشبيبة والرياضة، المندوبية الإقليمية للصحة، النيابة الإقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني، جمعية المرأة إنجازات وقيم)، وإنما الهدفُ هو محاولةُ الإسهام من أجل إنجاح الدورات المُقبِلةِ، إيماناً منَّا بأنَّ المجتمع المدني من بين الأسُسِ التي بها يتمُّ البناءُ والتنميةُ..