محمد حجاجي - سعيد وعشى / جديد أنفو
كفقرة هامة في برنامج الدورة الثالثة لـ"ملتقى الشريط القصير والصورة الفوتوغرافية"، دورة الحرَف التقليدية المحلية، التي نُظمت تحت شعار "الصورة في خدمة الغنى الثقافي المحلي"، من قبل جمعية زيز للسينما بالرشيدية، ومندوبية وزارة الثقافة، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عُقدت جلسة"توثيق الذاكرة الجماعية لمدينة الرشيدية حول سينما الواحة، بفندق الرياض (LeRiad)،بعد زوال يوم الجمعة 28 فبراير2014. ترأس الجلسة الأستاذ عبد الله حديوي وشارك فيها مجموعة من المتدخلين أدلوا فيهابشهاداتهم مع قاعة السينما الوحيدة بالرشيدية، قاعة الواحة، المغلقة منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي.
في البداية، قدم المسير نبذة عن القاعة وصاحبها المرحوم محمد المير والدور الذي لعبته الأشرطة التي كانت تقدم فيها، في التقاء جمهور قصر السوق/الرشيدية مع الصورة السينمائية، في مجتمع محافظ، يتلمس طريقه ببطء، نحو الحداثة. وذكر أن المرحوم المير كان مربيا مناضلا، لحسه الفني واختياراته للأشرطة التي كانت تعرض في القاعة، ولقبوله، بأريحية، أن يعرض نادي النخيل للسينما بالرشيدية، فيمابعد، أشرطته ويعقد المناقشات بالقاعة، بوسائلها ومستخدميها.
المتدخلون زكوا ما ذكره المسير وأدلى كل واحد منهم، بغير قليل من النوستالجيا، بشهادة عن ذكرياتهم مع القاعة ومع "عمي المير".
السيد رشيد المير، ابن صاحب القاعة، أضاف أن الأشرطة، في البداية، كانت تعرض في الهواء الطلق، كما قال إن القاعة كانت كثيرا ماتقدم أشرطة في عرض أول، (Enpremière vision)، قبل المدن المغربية الأخرى. وذكر أن القاعة كانت وسيلة الترفيه الوحيدة بالمدينة، وأن تغيير الأفلام كان يتم مرتين في الأسبوع نظرا للطلب على الفرجة، وأثنى على مجموعة المستخدمين الذين كانوا يعملون بها (دحانـ قسطان ـ المرحوم العربي المير، الذي كان، في السنوات الأولى يتنقل بالأشرطة إلى أرفود وبوذنيب ـ م.أحمدعصمان ـ علي الجلالي "كوبة"ـ عمر امحابرة ـ الصافي الأبكم...).
الأستاذ موحى صواك اعتبر أن سينما الواحة كانت بابا لإطلالة ساكنة مهمة من الرشيدية على العالم وعلى الحداثة، وتحدث ببعض التفصيل عن نادي النخيل للسينما، الذي كان تابعا للجامعة المغربية لللأندية السينمائية، والذي كان هو في مكتبه المسير (ظروف التأسيس، العراقيل والمضايقات من قبل السلطات وموقف صاحب القاعة الحازم في الموضوع، نوعية الأفلام التي كانت تعرض، القاعة كانت أيضا فضاء للعروض المسرحية المحلية والوطنية، والسهرات الفنية...دورالنادي الإشعاعي كمكمل لدور سينما الواحة...).
الأستاذ أقراو إدريس ركز على دور كل من سينما الواحة ونادي النخيل في التطبيع مع المشاهدة الفلمية والتحسيس بالثقافة السينمائية، كما توقف هو أيضا عند ما تعرض له محمد المير وأسرته من مضايقات، انتهت في الأخير بتوجيه تهم خطيرة في حق الوالد وإلزامه بالإقامة الجبرية، اتضح فيما بعد أن الاتهام كان ملفقا.وطالب بجبر ضرر الأسرة والاعتذار لها.
محمد حجاجي توقف عند محطتين: الانبهار بالسينما في أول ظهورها بالمدينة ثم التعود على المشاهدة وصعوبة إقناع الوالدين بالسماح بارتياد القاعة (البعدعنها ب3 كلم)وبتوفير ثمن التذكرة.وتحدث عن دور السينما في نقل الأخبار عن طريق فقرة وزارة الأنباء حينها، قبل أي عرض، وبدور أفلام شارلي شابلن، على الخصوص، في الترفيه أولا، ثم في الثقافة السينمائية بعد ذلك.المحطة الثانية هي الانخراط في نادي النخيل وزيادة الوعي بالثقافة السينمائية، خصوصا في فقرة المناقشة التي كانت تلي عرض كل شريط.
السادة: مولودالصباري (مساعد تقني)،علي بن الجلالي "كوبة"(قاطع تذاكر ومنظف وعارض ملصقات الأفلام عبر شوارع المدينة)،م.الحسن إسطام (مكلف بأدوات الصوت)، محمد بوخريص (ابنعقا)، أغنوا الجلسة بشهادات مؤثرة وبذكريات عن القاعة وصاحبها الذي وصفوه بالأريحية والكرم والعطف على الفقراء (في فترة الاستراحة كان يسمح لعدد كبير منهم بالدخول مقابل قطع نقدية صغيرة أوبالمجان).
بعدالشهادات تدخل الحاضرون وقدموا أسئلة وإضافات عن القاعة وصاحبها وأسرته، وختم اللقاء بملتمس ضرورة التفكير الجماعي في مبادرة لأعادة فتح قاعة سينما الواحة وإحياء دورها التوعوي بإقامة مركب ثقافي للسينما والمسرح والأنشطة الفنية والثقافية الأخرى.