جديد انفو - متابعة
بعدما ضل الطريق إلى القسم، حيث كان يدرس صغار التلاميذ في المستوى الابتدائي، بكل من إقليمي الحسيمة ثم طنجة فيما بعد، نتيجة توقيفه عن العمل، نهاية التسعينيات من القرن الماضي، إثر تفاقم داء السكري في جسده، والذي تزامن مع بروز مشاكل أسرية عويصة، تكالبت عليه، وزادت من حدة الداء، وأربكت حضوره الوظيفي، وبالرغم من كونه أودع ملفا متكاملا معززا بالمستندات بغرض إعادة النظر في وضعيته المادية، بتصفية العوائق التي تقف دون استفادته من مدخراته، فإنه لم يتلق سوى التجاهل والإهمال، من قبل مصلحة الموارد البشرية بالوزارة، فكان مآله الشارع يعانق التشرد والضياع، بعد تنكر زوجته وأبنائه له، يجوب الأزقة والدروب، ويبيت في العراء.
وحسب ما ذكرته مصادر متطابقة، فقد كانت جمعية تنشط في مجال الأشخاص في وضعية صعبة، بمدينة طنجة، تدعى (القلوب الرحيمة)، قد صادفته في إطار دوريتها للبحث عن المتشردين وإعانتهم ورفع جزء من الحيف المسلط عليهم، فروى لشبابها حكايته بالتفصيل، إلى أن ربطت مساء أول أمس الأربعاء، النيابة الإقليمية، اتصالا مع الجمعية، تحثها أنها تبحث جادة عن موظفها الضال، إثر تلقيها تنبيها من وزارة التربية الوطنية، خاصة وأن الأستاذ المعني المدعو “م.أ” قد بلغ سن التقاعد، وولج الوظيفة العمومية برقم تأجير قار منذ 1980، طالبة من الجمعية مساعدتها بإحضاره لمصالح النيابة بطنجة قصد جمع المعطيات الإدارية الخاصة به، وتوجيهه إلى مصالح الوزيرة بالعاصمة الإدارية الرباط، قصد تخويله تعويضه عن مدة اشتغاله بقطاع التعليم.
* الأستاذ يحكي كيف أصبح يعيش متشردا في شوارع طنجة :