جديد انفو - امحاميد الغزلان
 
بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورتان السابقتان للقافلة الثقافية للسلام، تعتزم شبكة المهرجانات الثلاثة الشريكة (مهرجان تاراكالت ومهرجان الصحراء ومهرجان حول النيجر) تنظيم النسخة الثالثة من هذه التظاهرة الأفريقية، وذلك خلال الفترة ما بين فبراير الجاري وأكتوبر المقبل.
 
وحسب مدير مهرجان "تاراكالت"، حليم السباعي، فإن هذه القافلة تنظم وفق برنامج زمني محدد يبدأ من شهر فبراير وحتى شهر أكتوبر المقبل، حيث سيتم المشاركة في مهرجان "على ضفاف نهر النيجر" يومي 3 و4 فبراير الجاري بسيغو، ومهرجان الصحراء الذي سينظم نشاطين في دجيني وموبتي يومي 9 و10 فبراير)، إضافة إلى السهرة الكبرى يوم 12 فبراير بباماكو التي ستعرف مشاركة فنانين ذوي صيت عالمي، لتختتم القافلة رحلتها بمهرجان "تاراكالت" في دورته السابعة بامحاميد الغزلان من 28 إلى 30 أكتوبر المقبل.
 
وأضاف السباعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الأفريقية تروم مواكبة مسلسل السلام بمالي عقب الاتفاقية الموقعة في هذا الشأن عبر مواصلة الإسهام بحملات تحسيسية وتوعوية واسعة لتشجيع المصالحة بين مختلف الأطراف دعما للاستقرار والتحول الديمقراطي الذي يعيشه هذا البلد الإفريقي وتوفير الشروط لعودة اللاجئين إلى ديارهم وانسجاما مع الدور المغربي الرامي إلى غرس قيم التضامن والتعايش في القارة الأفريقية، علاوة على تشجيع الحوار والتبادل الثقافي والتحسيس بأهمية إدماج البعد الثقافي والبيئي في مشاريع التنمية في دول الساحل والصحراء والمغرب الكبير.
 
وشدد الفاعل الجمعوي، في هذا الإطار، على أن هذه القافلة تهدف، علاوة على الروابط الروحية والتاريخية والمشترك الثقافي والحضاري الذي يجمع المغرب مع عدة بلدان أفريقية، إلى تعزيز ونسج الأواصر الثقافية والاجتماعية والفكرية بين المغرب وشعوب منطقة الساحل والصحراء وذلك ترسيخا للعمق الأفريقي للمملكة.
 
وذكر رئيس جمعية الزايلة للثقافة والـتنمية المستدامة، الجهة المنظمة لمهرجان تاراكالت، بأن الدورة السابقة من هذه القافلة قد انطلقت من امحاميد الغزلان نحو مدينة سيكو بمالي وعند حلولها بواغادوغو ببوركينا فاصو، التحقت بها قوافل أخرى قادمة من النيجر والجزائر وموريتانيا ومالي، وعلى طول هذا المسار، يتم تنشيط مهرجانات لفائدة مخيمات اللاجئين الماليين ببوركينا فاصو، مبرزا أن هذه القافلة تأتي لدعم الجهود التي تبذلها المهرجانات الثلاث من أجل النهوض وتطوير الفن والثقافة بأفريقيا والتحسيس بأهمية السلم والتماسك الاجتماعي بين شعوب الساحل والصحراء والدور الذي يمكن أن تضطلع به في التنمية السوسيو-اقتصادية لبلدانها.
وأشار إلى أن الجانب المغربي في هذه القافلة سيكون ممثلا بأزيد من عشرين شخصية من بينها مجموعة الشمرة التراثية التقليدية بزاكورة وجيل تاراكالت علاوة على مجموعة من منظمي مهرجان تاراكالت، معتبرا أن الثقافة أضحت في عالم اليوم، إحدى الأدوات الفعالة في التقريب بين الشعوب، وفي تشجيع الحوار والانفتاح على ثقافات وحضارات العالم المختلفة، فضلا عن الإسهام في نشر قيم التسامح والمحبة والسلام.
 
واعتبر السباعي أن هذا الموعد الثقافي يكتسي أهمية كبيرة على اعتبار أنه يشكل مناسبة للتعريف بالتراث الثقافي للمغرب ومواقعه السياحية الصحراوية بجهة درعة –تافيلالت التي تشكل نموذجا ناجحا لمشروع التنمية البشرية والسوسيو- اقتصادية، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الفنية والثقافية تعد فرصة لعشاق الفن المغربي والأفريقي لاكتشاف سحر وعمق أصالة مختلف الألوان الموسيقية والغنائية.
 
ومن جهته،اعتبر إبراهيم السباعي، المدير الفني لمهرجان تاراكالت، في تصريح مماثل، أن هذه القافلة التي تعرف مشاركة ممثلين عن بلدان الجزائر وموريتانيا ومالي وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من مجموعات غنائية وفنانين وإعلاميين وخبراء وباحثين في التراث والثقافة والبيئة، تحمل رسالة الموسيقى والثقافة بأبعادها الكونية والإنسانية والتي تنشد من بين أهدافها الأساسية نشر قيم التسامح .
 
وأبرز الفاعل الجمعوي، من جهة أخرى، أن مهرجان تاراكالت يحرص على أن يجعل من أولوياته إعادة تقييم التراث المادي واللامادي للصحراء، مع التركيز على التبادل الإنساني والثقافي بين مختلف المجتمعات الصحراوية وباقي العالم، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة التي أحدثت سنة 2009 ، تسعى من خلال الفن والموسيقى والورشات والمعارض والندوات، إلى تشجيع وإرساء أرضية للتنمية بالمنطقة.

المصدر: و م ع