كجوط حسن - جديد انفو
كلما أقبل شهر فبراير و مارس من كل سنة تستحضر ذاكرة الشعب المغربي ذكرى ملحة صنعها رجال ونساء كنفدرالية أيت عطا بالجنوب الشرقي المغربي، بزعامة عسو أوبسلام، بجبال صاغروا بالأطلس الكبير، إنها معركة من أشرس المعارك التي دامت شهرين متتابعين، معركة خلدها التاريخ بإسم "معركة بوكافر"، دارت رحاها في شهر فبراير و مارس سنة 1933 بجبال صاغرو إقليم ورزازات سابقا، إقليم تنغير حاليا، هذه الملحمة الخالدة التي سطرت واحدة من أغلى ذكريات المقاومة المسلحة المغربية ضد الجيوش الاستعمارية الفرنسية، لقنت درسا لفرنسا التي منيت بهزيمة نكراء وتكبدت خسائر فادحة بسبب المقاومة الباسلة لقبائل أيت عطا.
رغم أن الموازين لم تكن متناسبة بالمرة خلال هذه المعركة من حيث العتاد ولا من حيث أعداد المقاتلين، ففي الوقت الذي كانت فيه قوات فرنسا تناهز 82 ألف جندي طوقت منطقة صاغرو من كل الجهات، و 44 طائرة تحلق في سماء المنطقة، لم يكن مع عسو أوبسلام سوى 8 ألاف من الرجال و النساء و بسلاح تقليدي بسيط، وتمكنوا على نزع انتصارهم على دولة عظمى و أرغمتها بتوقيع اتفاقية الهدنة مقابل شروط قبائل أيت عطا، و أسفرت نتائج هذه الواقعة عن اغتيال كبار الجيوش الفرنسية من بينهم بورنازيل، و الضابط المترجم أساندري، و القبطان فوشو، و ملازمين كبنت و لاريدو و بيرو ، وبرانكلي، و 16 ضابطا و مئات من مجندي الأهالي، و أكثر من 3500 عسكري، أما في ما يخص حصيلة شهداء قبائل أيت عطا في هذه المعركة ارتفعت إلى 1300 شهيد و شاهدة، حسب احصائيات العقيد الفرنسي سبيلمان جورج.
الخسائر الفادحة التي تكبدتها فرنسا أرغمت على الجنرال هوري الذي قاد الجيوش الفرنسية ضد أيت عطا لوقف القتال، بحيث يقول : " غير مفيد الاستمرار في إراقة الدماء، هنا حيث فشل كل جنودنا الجيدين، أول جنود العالم وخاصة المئطرون من طرف قواد كبورنازيل و برانكي، لا أحد سينجح، يجب البحث عن شيء آخر.
وتجدر الاشارة ان أيت عطا هم أكبر قبائل في شمال أفريقيا من حيث الكثافة السكانية، و في المجال الجغرافي، فهم قبائل أمازيغية صنهاجية، يتوزعون على 6 أقاليم و هي : زاكورة، ورزازات، تنغير، الراشدية، أزيلال ، بني ملال و أقليات في مكناس ..