زايد جرو - جديد انفو / متابعة

حادثة سير مصيسي  بإقليم تنغير هزت الرأي الوطني ووضعت صورة  النقل المغربي على محك النقد والمسؤولية، وعرت واقع النقل المدرسي والفوارق الاجتماعية بين الهُنا والهُناك، وأبعدت أجرأة مفهوم الحكامة والديمقراطية التي أقرها الدستور بين جميع المواطنين، وبينت استحالة الحرص على ضمان المناصفة المتكافئة  العادلة بين مختلف أطفال المغرب بين العميق وغير العميق، وبين مختلف المناطق الجغرافية المغربية.

الحادثة بينت هشاشة نوع من الإعلام الوطني  الذي يُقبل عليه المواطنون، ويستهلكون مواده  صباح مساء على صفحات العديد من الجرائد الإلكترونية التي انتهكت حقا من حقوق المواطنين بالجنوب الشرقي، فمن هذه الجرائد من حدد عدد الموتى في ثلاث ومنهم من حددها في اثنين وستتضاعف الزيادات المجانية لعدد الضحايا  في الإعلام المشبوه إلى أكثر من ذلك في الأيام المقبلة، ناهيك عن الزيادة في عدد الجرحى والمعطوبين بل منهم من فاق اجتهاد العلماء طمعا في الأجرين ونسب الفاجعة لمدينة الريصاني.

الصحفيون تفننوا في تهويل الساكنة وتخويف المواطنين البسطاء دون أن يدري المحررون أنهم خلقوا المتاعب لكل الأسر التي اكتوت بنار الحادثة، وحتى أبناؤهم لا يملكون هواتف نقالة للاتصال بهم للتحقق، وزيادة قتيل واحد قد يزيد من مضاعفة الشكوك عند الأسر، وكل أسرة تقول ذاك الثاني هو ابني أو ابنتي، ولم يعلموا بأن المسافة بين مسيصي والرشيدية تقريبا 200 كلم وراء جبال منسية وبدون طرق معبدة ودون مستشفيات، ودون وسائل نقل تليق بهذه الساكنة، لم يدرك هؤلاء أنهم شوهوا حقيقة الوقائع، وسببوا الألم من أجل ترويج وتسويق معلومة خاطئة وفاسدة، مسخوا الحقائق ونسخوا أخبارا انتهكوا فيها حقا من حقوق أهالي الضحايا، وزلزلوا وضعهم النفسي ومارسوا عليهم عنفا لا يطاق .

 الكثير من الأطفال الأبرياء المصابين  لم يستطيعوا حتى الكلام، ومازالوا بين هول الصدمة، ووضَع لهم الأطباء أرقاما للتعرف عليهم وصرح المسؤولون بالحقائق، لكن الإعلاميين اجتهدوا وضاعفوا أعداد الموتى وتلك مصيبة من مصائب  "إعلام البيجامة "التي يرتديها المحررون والمحرارات في "تخليطة"حرائرهم ويكتبون وهم فوق كراسي تدور ذات اليمين وذات اليسار ومصادر أخبارهم من الفيس بوك والوات ساب، يكتبون دون تحري الحقائق، ودون  أن يكلفوا أنفسهم عناء تحريك حتى هواتفهم لأخذ المعلومة الحقيقية من المصدر وتلك آفة الإعلام الالكتروني الذي يجب أن يتحرى الصدق في نقل الأخبار  لتجنب انتهاك حقوق الناس واحترام الآخرين .