زايد جرو - جديد انفو

حافلة لوزارة التربية الوطنية معطوبة العجلات ،ولا يمكنها التحرك إلا بالإصلاح ولو جاءها الخبراء من الصين والحكماء من اليونان والهند ، وهي صورة معبرة بحق عن الوضع الحقيقي لرجال التعليم المزاولين أو الذين هم صامدون بعزم لا يفتر وبثقة عالية في النفس ضد المرسومين الوزاريين.

الحافلة ترمز لوزارة كبيرة تشغل يدا عاملة عريضة من المثقفين المتشبعين بقيم وطنية عالية ،من أجل التربية لحفظ المجتمع  المغربي من الانزلاقات المجتمعية لتقوم المدرسة بدورها في التنشئة الاجتماعية ولتبقي مجتمعا وسطيا بين الأسرة والمجتمع.

الحافلة يمكن أن تتحرك رمزيا بالكرامة وستعود الحياة لها إذا تم إصلاح الأعطاب في القطاع من القواعد نحو القمم بتتبع معاناة رجال ونساء التعليم وسط الأنشطة الصفية ،وبإعادة الكرامة لظروف الاشتغال للحد من تمريغ هبة الأطر داخل الحجرات أمام مرآى  المتعلمين الذين يتمايلون نشوة وانتصارا بفعل وقوة المذكرات التي  وهبت الحق لهم ،أمام انسحاب العديد من الأسر و الملزمة بزرع نوع من القيم ، لتقويها  المدرسة  في خط أفقي قبل الانخراط في المجتمع لتكوين فرد مشبع بالقيم قادر على العطاء ، ومساهم في التنمية  للتقليل من العدميين  والمتجولين والمتسكعين والمخمورين والمتحششين و"المشرملين".

الحافلة المعطوبة تبين الوضعية النفسية والاجتماعية التي يعيشها المدرسون داخل الفصول الدراسية من اكتظاظ ومن موضات حلق الشعر،وسراويل" دجين" المثقوبة من كل الجوانب تطل العيون من نوافذها على لحم الفخذ ،ودون حزام سلامة لتظهر الملابس التحتية، وماركاتها المسجلة ،وبهواتف نقالة ذكية وأحذية  عالمية،وعطر رفيع ، وما يوزاي ذلك  هو الكلام الساقط  الدوني ...وبدون كتب ولا وسائل تعليمية ولا أدنى قابلية للاستماع قبل الإنصات.

رجال التعليم بحق يعانون ويعيشون الغصة والحرقة كل يوم ومن المفروض والواجب على الأسر وجمعيات المجتمع المدني والسلطات وهيئات الأطباء  والسوسيولوجيين أن ينظروا بعين الرحمة والشفقة لهذه الحافلة المعطوبة ويتعاونوا  جميعا مع المؤسسات التعليمية  في كل المدن للحد  من العديد من الظواهر السلوكية  كالسب والشتم  كي تتحرك حافلة  وزارة التربية الوطنية وتبعث فيها الحياة بعجلات الكرامة  ولن تتحرك بالأكيد والأستاذ مُهان في عمله ومحيطه ومجتمعه.