جديد انفو – متابعة
في إطار الخدمات الاجتماعية والنفسية والطبية التي تقوم بها جمعية تنغير الكبرى التي تأسست بمراكش من الغيورين الذين شبوا بتنغيروالذين مازالت دماء الأصل النقية تسري في شرايين دمائهم ولم ينسوا بالقطع بل لم يتناسوا أن تنغير هي الأرض التي أنبتت رجالا ونساء أقوياء بالعزة والأنفة.
الجمعية تقدم خدمات جليلة للمرضى الذين ترغمهم ظروف المرض للتنقل لمدينة مراكش فتستقبلهم الجمعية وتمنحهم الدعم المادي والمعنوي وتوفرهم لهم ظروف إقامة لائقة حتى تنتهي فترة العلاج بل تتدخل في حالة الوفاة إلى قدر الله وتتكفل بالإجراءات الإدارية والنقل حتى مدينة تنغير.
وقد ارتأت الجمعية تقديم خدماتها لساكنة تنغير عن قرب والإنصات لهم بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يخلد في السابع من أبريل من كل سنة حيث نظمت لقاء تواصليا بالمركب التربوي بتنغير يوم 8 ابريل 2016 ابتداء من الساعة الرابعة مساء بحضور العديد من النساء والرجال في موضوع صحي تحت شعار :" التوجيه الصحيح لمرضى السرطان مفتاح العلاج" بتنسق مع جمعية أمل لمرضى اللوكيميا وبمشاركة أخصائيين في أمراض النساء وطلبة وجمعيات وطنية وأجنبية.
وبعد قراءة آيات بينة من الفقيه المتفقه في الدين خلقا وسلوكا السيد العلّوي إماما مسجد تيشكا شكر رئيس جمعية تنغير الكبرى السيد امحمد عبي في مداخلته كل الشركاء وكل الحاضرين على الدعم المادي والمعنوي للجمعية مبرزا تاريخ تأسيس الجمعية والخدمات التي قدمتها وتقدمها لساكنة تنغير الذين ينتقلون لمدينة مراكش .
وقد تم التركيز على مرض السرطان عند النساء باعتبار أن الأمومة هي الأصل وحين تحس المرأة بالمرض وتصرح به يهجرها الكل ،لكن حين يمرض الرجل تظل المرأة بجانبه بالليل والنهار وكأن المرض هو نسوي لا ذكوري كما أشارت رئيسة جمعية أمل الأستاذة بهيجة كويمي في مداخلة لها شدت بها انتباه واهتمام الجمبع انطلاقا من تجربتها مع سرطان الدم الذي تحدته وانتصرت عليه بالإرادة والعزيمة تحت شعار لا للانهزام ونَعم للحياة فحولت محنة المرض إلى منحة للحياة بتجديد الثقة في النفس والتفكير في خدمة الآخرين بدل الانكماش ،فالحياة حسب الأستاذة نعمة جميلة ويجب الاستفادة منها ويجب تصحيح الأفكار المغلوطة بضرورة بناء الإنسان ودعوة الرجل لمساندة المرأة عماد الأعمدة وعمود الخيمة التي لا يستقيم القوام إلا بتواجدها .
أشارت الرئيسة أن خطأ النساء هو الألم في صمت وخوفهن الإعلان عن الإصابة بمرض السرطان تحت هاجس الخوف من غطرسة الرجل وسلطة المجتمع الذي ينظر لمرضى السرطان بعين فيها انتقاص وأذى .وتجربة الرئيسة كانت ناجحة في مواجهة المرض بمساعدة المحيط الذي تعيشه فأنجبت وعاشت وتعيش حياة عادية بالسفر الطويل عبر العالم لنشر دواء السرطان المتجلي في التحدي وترغيب الآخرين في الحياة بدل الانزواء والندب والبكاء.
البروفيسور حسن عباسي المختص في أمراض النساء أشار في مداخلته إلى سرطان الثدي وعنق الرحم باعتبارهما الأكثر انتشارا وكانت مداخلته علمية تقنية وركز على الفحص المبكر قصداكتشاف المرض في مراحله الأولى لتسهيل عملية العلاج .
المسير محمد بليزيد كان من حين لآخر يتدخل من أجل توضيح المداخلات باللغة الأمازيغية فأغنى اللقاء بتواصله وتميزه في التسيير.
المداخلات كانت معظمها من النساء وقد عبرن بتلقائية عن انشغالهن وبين اللقاء أن رياح التغيير هبت بقوة على نساء تنغير حيث كن صريحات مستمعات فأغنت اللقاء مداخلتهن بحضور جمهور متنوع من الرجال والنساء من مختلف الأعمار.
المقرر الأستاذ محمد العمراوي دوّن بكل انتباه جميع المداخلات لينتهي اللقاء بإيمان الجميع بضرورة المصارحة والمكاشفة، واللقاء بحق كان جديا جادا متميزا جمع بين التجربة مع المرض التي حولت الانكسار نجاحا والهزيمة انتصارا بالدعم النفسي وبالتثقيف الصحي الذي حول كل شيء علاجا من السفر للكتابة للاندماج مع الانا ومع الآخر وجمع بين التجربة الميدانية من خلال الفحص والكشوفات..
واليكم الحدث بالفيديو :
اللقاء على القناة الأمازيغية