جديد انفو - متابعة

بعدما أصبحت مسابقة الإبداع الأدبي من الفقرات المحورية ضمن برنامج مهرجان الورود في نسخه الثلاث الأخيرة حيث كانت إدارة المهرجان و بتنسيق مع جمعية أنازور للإبداع تقوم بطبع كتب لمجموعة من الأدباء و الشعراء المنحدرين من مختلف مناطق الجنوب الشرقي، تفاجأ الكثير من المتتبعين للشأن المحلي بغياب هذه المسابقة عن لائحة المشاريع المنتقاة بعد أن عمدت إدارة النسخة 54 إلى إلغاء هذا التقليد.

إسقاط هذه المسابقة الأدبية أثار استياء العديد من الأدباء والمثقفين الذين اجتهدوا في إعداد دواوين ومؤلفات لعلهم يحضون بفرصة و بدعم من المهرجان ليخرجوا أحلامهم إلى الوجود. لكن تلك الأحلام، يعلق أحدهم اصطدمت بإدارة جعلت الشأن الثقافي والأدبي خارج اهتمامها. 
كرام مبدع وأديب أبدى أسفه على إقصاء هذه المبادرة الأدبية، واعتبر الأمر مؤشرا على توجه عام نحو العودة إلى الفقرات الكلاسيكية التي طبعت موسم الورود لعقود ما كان يعرف بالفيشطة.

محمد رحماوي فاعل جمعوي و عضو بجمعية تينهنان الثقافية التي تقدمت بمشروع طبع الكتب لهذه السنة، اعتبر إقصاء مشروع الإبداع الأدبي نكسة للأدب و الإبداع الذي اعتبره مكروها من الطبقة المسيطرة بالمنطقة التي تغرق الناس في ظلمات الجهل و الأمية لتسهيل السيطرة على إرادتهم من خلال طبقة ممن يدعي الثقافة و النضال و المظلومية. كما اعتبر ذات المتحدث الأمر تراجعا خطيرا في مسار التحديث والتجديد الذي شهده المهرجان وانقلابا على التنظيم التشاركي المؤسس له منذ الدورة 51.

وللوقوف على حيثيات و ملابسات غياب مسابقة الإبداع الأدبي عن نسخة هذه السنة اتصل الموقع بإبراهيم أيت القاسح رئيس لجنة انتقاء المشاريع، الذي نفى جملة و تفصيلا كل التهم التي وجهتها جمعية تينهنان لإدارة المهرجان موضحا أن عدم قبول مشروع طبع الإبداعات الأدبية راجع بالأساس إلى عيوب شابت الملف القانوني للجمعية التي تقدمت بالمشروع، بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة المادية للمشروع بحيث تتجاوز حدود ميزانية اللجنة مما دفع بإدارة المهرجان إلى رفض المشروع.

 وأيا تكن مبررات إلغاء المسابقة الأدبية فإن الكثير من مثقفي وادباء المنطقة يعتبرونها خطوة غير موفقة في عمل إدارة المهرجان لكونها من بين الفقرات التي لقيت استحسانا كبيرا خلال الدورات السابقة، وبشهادة باحثين وأدباء مرموقين على الصعيد الوطني مثل الدكتور عبد الرحيم العطري الذي نوه بالمبادرة واعتبرها فريدة من نوعها و اعتبرها ميزة تحسب لمهرجان الورود على حساب باقي مهرجانات المملكة. فهي تعمل، حسب العطري، إلى إخراج الكاتب المحلي إلى دائرة الضوء و منحه فرصة مقاسمة كتاباته مع الآخر.

المصدر: لومكون