زايد جرو - جديد انفو
المواقع الاجتماعية والجرائد الإلكترونية والشارع العام بكرسيف تداول بشكل ملفت خبر فقأ عين الحمار الذي تطاول لسانه وذاق طعم الورد، فاستلذ المذاق الغض وبدل توظيف حاسة الشم للمتعة ارتأى أن يملأ معدته الجائعة لأيام علّ ذاك الورد يسكت جوعه بعض الوقت ، الحمار لم يستطع التمييز بين الحدائق والمزابل فجال بجوار البلدية ولم يخطر له على البال أن يكون من فصيلة أوديب الضرير ،غير أن الفرق بينهما أن أوديب انتقم من ذاته لأنه لم يدرِ أنه تزوج أمه والحمار المسكين فقأ عينه موظف له ثقافة معينة ودرجة من الوعي من المفروض أن تكون فوق درجة الصفر ليحتل بها المنصب الذي خول له سلطة وعنف فقأ الأعين.
الحيوانات من فصيلة الحمير سخرها الله للإنسان وهي تنهق ومن أعراض بلادتها استطالة آذانها ونبت الشعر على جلودها وهي تليق للركوب وتحمل أثقال السادة الكبار والصغار وتظل خانعة وظهرها مطية للآخرين تنقل التراب والجير والمتاع ولا تنتظر الجزاء الآدمي بارتكاب جريمة العاهة التي تستوجب التقصي والبحث والاعتقال المباشر بعد أن يدلي صاحب الحمار بشهادة طبية تثبت مدة العجز.
ما وقع للحمار الكرسيفي يعتقد القارئ المتتبع للخطابات السردية التقليدية أن الأمر لا يعدو أن يكون تخييلا أو خيالا ،كما هو مدون ومحرر في رواية نهاية رجل شجاع للكاتب الروائي "حنا مينة "الذي قطع التلميذ البطل المشاغب في سردها ذيل حمار وأدخله لمؤسسة تعليمية لتتطور الأحداث إلى قضية دولية في كون الشعوب المشرقية العربية لا تحترم حقوق الحيوان، لكن السرد التخييلي تحول لواقع ملموس في بلاد المغرب وقد يبدو لنا عيبا في تربيتنا التقليدية أن تشتعل الشوارع وتكسر الشعارات الكبار جدران الصمت دفاعا عن الحمار وإحساسا بما فقده من نعمة البصر.... و يجب على جميع المغاربة أن يتساءلوا كيف سيغازل الحمار " حمارته" من الأتن وهو لا يرى ولا ينظر إلا بعين واحدة، وما هو إحساسه عند المداعبة إذا عيرته أنثاه بالقول "ارحل أيها الزوج الأعور"، ولم يفكر الموظف أن اسم الحمار سيتغير من الحمار العادي كباقي الحمير إلى الحمار الأعور وأن أبناء الحمار من الجحوش سيلقون الذل والمهانة بتغير لقبهم من آل حمار إلى آل الحمار الأعور.
الحمار والورد هي حكاية حقيقية بمدينة كرسيف والعنوان صالح للسينمائيين والمخرجين وكتاب السيناريوهات من طنجة والرباط والبيضاء وورزازات من أجل الاشتغال على تيمته وكذلك الكتاب وكل المبدعين وستطير شهرة المغرب بهذه الإبداعات الفنية التي ستغني المشهد الفني والثقافي المغربي في المستقبل القريب إذا كان الدعم مناسبا للإنتاج.
الحمار الكرسيفي لم يعرف قيمة الورد ولا أنواعه ولا بائعة الورد ولا سلة الورد ولم يدرك الفرق بين أشواك الصحاري وأشواك الورد لأنه لم يتلق تربية على تذوق الجمال النفسي وليست مشكلته... وهل يعرف كل المغاربة قيمة الورد؟ سؤال عريض قد نجد جوابه في سلوكيات بعض الناس في حدائق الشوارع أو عند زيارة المرضى في المستشفيات ،تراهم يحملون الأكياس البلاستيكية ملآى بالخبز والشاي ومشتقات الحليب للمرض الطريح الفراش وهو بالكاد يتنفس ويمنحونه الأكل في غرف ضيقة تخنق الأنفاس بروائج الأطعمة وما حاجته إلا للدعم المعنوي قصد التشبث بالحياة.
إذا كان الحمار يستحق الفقأ لأنه أكل الورد فمن المفروض بتر يد كل شخص مد يده للورد في الحدائق الخصوصية أو العمومية، ويجب أن" تُلوى " أعناق الشعراء وتقطع ألسنتهم وأيادي كل العشاق لأنهم يلقون الورود الجميلة المقطوفة على شرفات المعشوقات كل مساء ...
فالسلوك إساءة ،ومس الفعل بحق الحيوان في التمتع بنعمة البصر ولا ندري ما ستكون تهمة الموظف في المحكمة، وما ستكتبه الضابطة القضائية في محضره الذي سيعرف لاحقا بقضية "الموظف والحمار"، أما إذا تنازل مالك الحمار فلا ندري في لغة القانون ،هل هناك حق آخر لإنصاف الحيوان على غرار الحق المدني، كما نسمع في المداولات أوما نقرأه في الجرائد اليومية.
الحمار الكرسيفي سيجر على المغرب الويلات إذا تحرك حلفاء حزب الحمار بأمريكا وهم أنصار الحزب الديموقراطي، وهو أحد الأحزاب السياسية الرئيسية في أمريكا، مثل الحزب الجمهوري شعاره " هو الحمار" ونحن نتجنب إغضاب أمريكا في هذه الظرفية الحرجة والمحرجة ،لأن غضبها شديد وقاس ووعر في ظل التحولات الدولية الحالية، والمس بالحمير سيحرج منظمي مهرجان الحمير الذي ينظم كل سنة داخل الوطن وخارجه ويحصد الجوائز الوطنية والعالمية خاصة في ما يتعلق بمسابقة أجمل حمار، والقضية شائكة ومعقدة ونطلب من الله أن يسترنا ويستر بلادنا من الأذى ويهدي حميرنا حتى لا تتطاول ألسنتها لورود البلديات والعمالات والوزارات وكل المؤسسات ذات النفع العام.