زايد جرو - جديد انفو
القبائل الأمازيغية بالجنوب الشرقي تستحضر في كل المناسبات سواء أكانت دينية أو أعراسا جزءا من هويتها التراثية والحضارية من خلال لباسها التقليدي الشعبيي الذي حافظ و مازال يحافظ على أصالته وتداخل ألوانه رغم التحولات ورغم زحف وإغراءات الألبسة الأخرى من نفس الوطن أو من أوطان أخرى قريبة أو بعيدة جغرافيا ،وهو جزء لا يتجزأ من المقومات اللازمة التي شيدت الحضارة المغربية ، به اشتُهرت وتميزت وتفردت وهو خير شاهد على درجة وعي الصانع في الصنع والتفنن .
اللباس الأمازيغي فيه شبكة من الرموز المعقدة والمتعددة الأبعاد والتي لم تنل الحظ الأوفر من دراسات الباحثين في الفن والتشكيل أو من أصحاب التخصص إلا من بعض الغيورين الذين كان وعيهم عاليا وواعيا بجسامة إهمال هذا التراث المادي وغير المادي للقبائل الأمازيغية ،فقاربوه بألسنية دقيقة أحيانا وبمعاني وألفاظ متصلة بالرموز المتعددة في المرجعيت وبلهجات أحيانا أخرى متداولة في الغناء تُظهر الزينة والتأنق كحدّ فاصل وفارق بين الأفراد والمجموعات ولو في نفس القبيلة.
إن مقاربة اللباس الأمازيغي وجماليات اللون فيه تكتسي أهمية كبرى ارتباطا بالمنـزلة الاجتماعية كميسم اجتماعي منذ قدم التاريخ وقد تم الاهتمام بالألوان فيها من خلال ما حملته في المخيال الجمعي من رموز إيجابية مرغوبة من كل الأمازيغيين و الكثير من الأجانب ... وتبقى أشكال اللباس وتداخل الألوان وتعددها وقوتها وبرودتها في حاجة إلى دراسات عميقة تستند على مرجعيات سميائية ودلالية لتعميق البحث فيها من أجل إنصاف الحضارة المغربية التي أنتجت التنوع والتعدد.