*لحسن سويري - جديد انفو / متابعة
"التاريخ كنز لا نهاية له ولا حدّ له" هكذا قال الكاتب راغب السرجاني" في إبرازه لأهمية التاريخ بصفة عامة وما المآثر التاريخية إلا جزء حي من تاريخ لم تطمسه رياح الزمن التي هبت عليه منذ تشييده إلى ألان، فذاكرة الزائر للموروث التراثي بالجنوب الشرقي ماتزال تحتفظ ببعض صور القصور والقصبات العريقة المشيدة قبل مئات السنين.
تعاني المآثر التاريخية بالجنوب الشرقي كما في باقي مناطق المغرب من الإهمال والنسيان الشيء الذي طرح ويطرح أكثر من سؤال حول سياسة الجهات المسؤولة عن صيانة وحفظ المآثر التاريخية.
وقال أستاذ التاريخ بجامعة ابن زهر بأكادير محمد حدى إن "الجنوب الشرقي أرض حضارة وإرث وطني يجب الحفاظ عليه فالمسألة ليست تقنية صرفة إنما مسألة ثقافية". وأضاف محمد"نحاول جادين من جهتنا التّحسيس وتقديم بعض المقترحات لأجل الحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية المعرضة للإتلاف والتخريب بسبب الإهمال وغياب عمليات الترميم".
وأردف الأستاذ، في تصريحات للجريدة إن "القصور والقصبات القديمة التي تزخر بها منطقة "تافيلالت" (الريصاني حالياً) مثلا عبارة عن منجزات الإنسان الفيلالي وتمثل تراكما غنيا يعكس تفاعل المعطيات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية مع المجال الطبيعي".
" عادة ما تصنف تافيلالت كباقي الواحات و الصحراء بالهامش أو بالمغرب غير النافع و الحقيقة أن المنطقة لها مؤهلات ثقافية واقتصادية و اجتماعية مهمة لابد من إبرازها و اعتبارها وجعلها في خدمة المجال السياحي غير المستغل بالكيفية المطلوبة". يقول محمد.
وقدم الأستاذ بجامعة ابن زهر بعض الاقتراحات لأجل صيانة المآثر التاريخية بالجنوب الشرقي ومساعدة قاطني هذه المناطق لتحقيق ربح مادي منها مؤكدا على ضرورة تدخل الجماعات المحلية و الفاعلين في المجتمع المدني من جمعيات للعمل في هذا الميدان بالتعجيل على حراستها و تنظيفها خاصة أن هناك بعض المواقع أصبحت حالتها جد متدهورة وتستدعي تدخلاً سريعا لإنقاذها من الاندثار.
"وجب إدراج وتصنيف المواقع الأثرية بالجنوب المغربي ضمن قائمة البنايات و المواقع المصنفة تاريخيا وإعداد مونوغرافيات تضم خرائط ووثائق وصور وبيانات و معلومات تاريخية لكل المعالم التاريخية للتعريف بها و لإرشاد السياح لها". يورد الأستاذ.
*طالب بمسلك "علوم الإعلام والتواصل " كلية سايس - فاس