في السنوات العشر الماضية , شهدت تجارة السيارات في المغرب عموما وفي الرشيدية على وجه التمييز رواجا غير مسبوق .
فكان إقبال المواطنين عليها كظامئ في صحراء قاده القدر الى إحدى واحاتها .يشرب من مائها من دون أن يرتوي . السيارات بأنواعها صارت في متناول جل الموظفين والخواص، نظرا للتسهيلات التي تمنحها الوكالات والمصارف للمواطنين،حتى كادت السيارة الجديدة أن تصير سلعة استهلاكية كالملبس والمأكل والمشرب عند المواطن المغربي، ناهيك عن السمعة التي تحيط بمنامتلكها .
في الرشيدية مثلا ، كان لفتح وكالتين لبيع و ترويج أنواع من تلك السيارات الذائعة الصيت، صدا ارتاحت له ساكنة المدينة والإقليم بل وجهة الجنوب الشرقي ذاتها، ما ساهم بشكل واضح، على التشجيع لاقتناء السيارة ، لأن الوكالتين وفرتا للمشتري عناء الذهاب الى المدن الكبرى للتسوق في مجال السيارات و المركبات .
ولا ننكر هنا أمرا ايجابيا، فالبلد ارتاح كثيرا من سيارات قديمة مستوردة، لاتنسجم أعمارها مع فروق الزمن المتسرع، وأعطت السيارات الجديدة رونقا جميلا للبلد . وفي الوقت نفسه ,صار علينا من باب المبالغة والنكتة أن نطالب بتوفير مجال أوسع وطرق سيارة مرتاحة ، تتسع للسيارات الجديدة التي تختنق بها شوارع مدننا، شوارع ماعادت تحتمل التوسيع وتعديل محاورها .
من هنا يتضح أن الاختناقات المرورية التي يعاني منها السائق و الراجل صباح مساء ،إلا نتيجة حتمية للتقصير في التخطيط ، بل إن هذه المشكلة شجعت السائقين على ارتكاب المخالفات و التجاوزات في محاولتهم التغلب على الازدحام و الخلاص من الاختناقات المرورية.
ففي الرشيدية على سبيل الذكر، حيث تضاعفت عشرات المرات السيارات و المركبات بجميع أصنافها ، فتجاوزت حركة السير الخطة القديمة ،التي لم تعد تحتمل الزيادة في عدد السيارات والدراجات النارية الثلاثية الفتاكة ، حيث لا يبدو أن التوسع في المرافق العامة صاحبه توسع مماثل في الطرقات و الشوارع لتسهيل دخول و خروج الحركة المتزايدة، كما أن الرقعة المتاحة من الأراضي لا تسمح بالتوسع المطلوب.
شارع مولي اعلي الشريف الذي يعد أطول شارع بالرشيدية ، والذي يمر بالمركز التجاري للمدينة ، أصبح لا يطيق المرور والجولان بكثرة السيارات التي تجتازه في جميع الأوقات و أوقات الذروة على وجه التحديد، خاصة في مقاطع : ثانوية سجلماسة ، ومقهى كوردي ، هذا المقطع الذي يشهد حوادث مرورية شبه يومية نظرا لغياب علامات التشوير الضوئية الضرورية و ضيق المجال المروري، ناهيك عن المرور بشارع مدغرة وشيخ الإسلام الذي تحتسب فيهما الدقيقة والثانية عند المرور.
فما لم تتخذ إجراءات عملية دقيقة ومحسوبة بهذه المقاطع الشوارع ، كوضع سياجات لمنع الراجلين من قطع الشوارع ،وإجبارهم قطعها في الممرات الخاصة بهم ، واجبار الباعة الجائلين على عرض سلعهم فوق الأرصفة وليس على الطريق، و وضع إشارات ضوئية محكمة في النقط السوداء بذات الشارع حتى حدود مركز الدرك ، وأخرى بزنقة المسجد و تاركة والحنصالي ، ومنع توقيف السيارات بالجانبين ، خاصة بشارعي الحنصالي قرب مقهى جلول ، وشارع الحرية …..
المطلوب حسب العديد من المواطنين هو إعادة النظر في الحركة المروروية بمدينة الرشيدية قبل استفحالها ، لأن الحوادث ما فتأت تزداد كلما ازدادت السيارات والدراجات الثلاثية التي تعد أخطر من الأخيرة .
في الصورة : حادثة حي أولاد الحاج والتي أودت بحياة ثلاثة قتلى وجرح سبعة آخرين.