زايد جرو – الرشيدية / متابعة
الساكنة بالرشيدية والجنوب الشرقي عموما إن لم نقل على المستوى الوطني ككل، تستهلك بشكل كبير" الدلاح " أو البطيخ الأحمر لفوائده المتعددة ، وقد طارت شهرة زاكورة وألنيف وتزارين بزراعة المنتوج وتسويقه على المستوى الوطني وتسمع في الأسواق أو في المحلات الخاصة بالخضروات" هذا دلاح زاكورة" وحتى إذا انتهى منتوجها فالمنعشون الفلاحيون يبيعون دلاح أكادير أو دكالة باسم زاكورة .
الشاحنات التي تنقل" الياجور" من الشمال تفرغ الشحن الطيني او الحجري وتُشحن من جديد بحمولة الدلاح فتمخر السهول والجبال والوديان لتبيع المنتوج الصحراوي الذي اشتهرت بإنتاجه بعض مناطق المغرب العميق في السنوات الأخيرة.
وما يثير الاستغراب عند فتح الدلاحة قبل الهجوم عليها أن لونها شديد الحمرة فيغطي عيب نضجها حيث لا يظهر اللون الأبيض إلا في أسفل القطع المستهلكة، وحسب بعض المختصين فإن الفلاحين يضعون مادة الملون الأحمر في حوض الماء لينتقل بعد ذلك عبر السقي بالتنقيط إلى جوف الدلاحة التي تنتفخ أكثر ويزداد احمرارها يوما بعد يوم ، وحين ترغب في اقتناء "دلاحة" من السوق أو من الشاحنات المرابضة في الشارع العام أو قرب المساجد فالبائع يقول دون تردد " هل أطبع لك" لأنه متيقن من الحمرة الزائدة فهو يبيع لك اللون لكنه لا يمكن أن يحكم على حلاوتها.
حمرة الدلاح هي حمرة مصطنعة من الملون الاصطناعي لا الاحمرار الطبيعي وهي الخدع التي مست كل المنتوجات ومست الأفكار والسلوكيات والقيم ،وقد كان الجنوب الشرقي سالما من بعضها لكن واقع السوق والإنتاج ،والبيع الحر، والربح والمنافسة يفرض نوعا من الخدع ولو على حساب صحة المواطن.
المشكل الكبير إذا مست هذه الصناعة التمور المحلية الجيدة فتحمر قبل وقتها وتنضج وتكبر حتى يصير حجمها بحجم الدلاح أو اقل بقليل ولا يعرف المستهل هل يستهلك المجهول الطبيعي أو المجهول الدلاح أو هما معا.