زايد جرو – مرزوكة / جديد انفو

اشتدت الحرارة بالجنوب الشرقي طيلة هذا الأسبوع رغم بعض الزخات المطرية المتفرقة  التي لطفت الجو هنا وهناك ،فازدادت الحرارة تصاعدا ،وقد نبهت لذلك النشرات الإنذارية التي تُبث عبر القنوات ، بعض من ناس الجنوب الشرقي رحلوا بحثا عن قطرات  ندى البحر ،وبعضهم رحل بحثا عن ظلال وارفة بالأطلس ... وبعض من  ساكنة المدن رحلت  بدورها هربا من برد السنة ،ورطوبة البحر التي كبلت  عظامهم ومفاصلهم ،فقيدت حركاتهم المصحوبة بأنين الألم ،و شدوا الرحال  في هجرات جماعية عائلية أو فردية  نحو حرارة الجنوب الشرقي لحرق خبث الروماتيزم وتسريع حركة سير الدم بالعروق.

يوم الخميس 28 يوليوز2016 بمرزوكة لم تكن حرارته جد مرتفعة كالمعتاد في منتصف النهار ،ورغم ذلك فالرمال تحرق الأقدام وتشوي الأجساد التي  تمددت عارية في لحود من الرمل ،من أجل حرارة طبيعية تحرك كل شيء في الجسد، ليخرج المرء من حمام الرمال فرحا يرتجف بردا ويُلوى في " كاشة " بنية اللون بخط أبيض على الجانبين ليدخل الخيمة ويشرب الشاي المصنوع من الأعشاب مرددا " الله على راحة الله" "اللهم منك الشفاء" وغيرها من الأدعية.

 حمامات الرمال بمرزوكة يقصدها الرجال والنساء، وكل له مكانه الخاص في الردم ، وفي لقاء خاص مع بعض الرجال  والنساء من الشمال صرحوا بأنهم ارتاحوا كثيرا لرمال مرزوكة ،وأن حرارتها هزمت برودة الشمال ،وصرحوا أيضا بالحرف " اللهم حرارة مرزوكة ولا برودة الشمال"

النساء بدورهن  تمددن وسط لحود رملية ،وصرحن للجريدة  بطلاقة بأنهن جربن الأدوية ،والأعشاب الطبية ،والطب البديل ،ولم يجدوا راحتهم إلا تحت أشعة الشمس الحارقة وحرارة الرمال ، وأنهن ستكررن الزيارة في السنوات المقبلة إذا أطال  الله العمر.

الردم بمرزوكة  وحاسي البيض وكل المناطق المسيجة بالأحزمة الرملية يتم بواسطة رجال ونساء خبروا المهنة ،وشربوا  لهب الشمس صيفا  طلبا للرزق ، بعضهم خضع للتدريب  لإنقاذ الحالات الخطيرة وكيفية التعامل معها، وبعضهم يطلب بطاقات خاصة  للاستمرار في تقديم الخدمات ،والقطاع يحتاج للهيكلة والنظام ،فرغم ما تقوم به الجماعة من حملات ،ومن تنظيف للمكان فالسياح بدورهم يجب أن يشاركوا في نظافة المكان حتى تمر مرحلة الردم ب " زيرو حوادث "  وتكون الاستفادة متبادلة  بين الزوار والمشتغلين في القطاع.