زايد جرو – جديد انفو / متابعة

في كل دخول مدرسي وفي كل بداية موسم يشد ساكنة درعة تافيلالت  الحنين للمدارس الطينية التي كانوا يجلسون  فيها مصطفين على مقاعد طويلة تتسع لأربعة تلاميذ أو أكثر دون عنصر أنثوي بينهم  في كل " إغرمان " القريبة والبعيدة،  من المراكز ،يتناوب المتعلمون على  عبّ أقلامهم من محبرة وسطية ،وأخرى على اليسار أو اليمين حسب مكان الجلوس،  ونرسم بقلم الرصاص الإنسان المغربي ممشوقا بجلبابه وعمامته التي تصد الريح إذْ تعوي ونرسم سرواله العريض دون ملبس تحتي،وكنا محض أطفال تحركنا مشاعرنا  يأمر المعلم الجميع بفتح كتاب إقرأ الوحيد في المحفظة  ل  "بوكماخ " في صفحة كذا، والتي تحمل عنوان" أنا لا آكل البطاطس" ونحن لا نعرف كثيرا إلا الجزر و"اللفت " و"الملوخية " بلحم الأرانب.." لنتابع القراءة ب أنا لا أكل .. والعصا لا تضرب.. والنار لا تحرق... والماء لا يطفئ النار.... فنسرح في الحكاية  ونبحر في الخيال لتكسر القطة اللاءات لتأكل الفأر وتنقلب الحكاية  لتبدأ من جديد ب أنا  آكل  فتقاتلنا طفولتنا وتعذبنا أفكارا تعلمناها من حكايات مدرستنا وتستمر الحكاية بالقلب حتى انقلبت كل الأمور في الحياة فلا المدرسة مدرسة ولا التلميذ تلميذا ولا المسؤول مسؤولا  لكن  طفولة المدرسة تبقى موشومة في الصدر  أزيد من ألف عام ...

زمن ربما يبدو للبعض جميلا حيث كانت البساطة  عفوية يعيشها الجميع ويحس بقيمتها الجميع، ويقرأ الكل دون أن يفكر أحد في ما وصل إليه الآن ...كان المتعلم يصَبح على المدرسة لان ابن الجيران يفعل ذلك  لا غير، وتودع الأم ابنها بالدعاء وبكلمة " إوى هَرّو" في انتظار عودته من أجل العمل في الحقل.... الشاعر البسيط  عمر الطاوس من كولميمة  الذي لم يتصنع ولو مرة في الحياة ناشدته باسمي  وباسم جميع متعلمي الجهة أن يغني للأطفال  فلم يتردد وعاد بي وبالجميع لطبيعة الإنسان قبل أن يكسو جسمه الخز فيتباهى وقبل  أن يميل  ويتمرد بوجهه عن أخيه بعد أن حوى المال كيسه ... فماذ  قال الشاعر: