جديد انفو - متابعة
الزحام يخنق المغاربة وضاق المكان بأهله في الأسواق والشوارع والطرقات والمستشفيات وفي الإقامات وحتى في الحمامات ،ووصل الامتداد لحجرات المدارس العموميىة بشكل غريب ، والعدد قد يفوق الخمسين متعلما في كثير من مدارس المدن المغربية، يتنفسون دفعة واحدة ويتناوبون على التنفس السفلي من حين لآخر ...ينتعلون خمسين نعلا ، ويكتبون بخمسين قلما زمن الكتابة ،ويرفعون خمسين إصبعا حين الجواب عن السؤال، و يصيحون بخمسين فما للرد على سؤال المعلم .
فلم يخطئ أستاذ غيور من الدار البيضاء من داخل حجتره حين صاح إنه محشر من التلاميذ وهو الغيظ والفيض والقيظ من الوضع التعليمي الحالي الذي بدأ يقلق الأسر التي تدرك بأن المعلم يكفيه إذا حرسهم وضبط ظلم الأقوياء للضعفاء ،حتى لا تعم الفوضى أما إذا وقع العراك وتطورت الأمور فهو المسؤول الأول والأخير عن حالة التسيب داخل حجرته، ولن تنفعه لا التوسلات ولا المعارف القريبة ولا البعيدة التي ستقلب عليه المقلب وستلبس عليه لباس الرزانة باللوم والتقريع وستجلده بمجلس انضباطي ،وستحبس أجره الشهري لأنه فرط في الحراسة .أما الحديث عن التعلم وتقويم التعلمات والتدريس بالأهداف والكفايات والوضعيات الديداكتيكية ومزايا التعليم والتعلم وآليات التحصيل والأسس المعرفية والتدابير الأولوية فهي رهينة وحبيسة رفوف طويلة جند لها المجندون العدة وعقدوا في شأنها اللقاءات الصغرى والكبرى ، وسيعقدون اللقاءات الأخرى قريبا أو بعيدا قبل 2030 مع المهتمين والتربويين والمجالس على المستوى الأفقي والعمودي وسيغرد لها المغردون وستطُوى كما تطوى الأيام والأسابيع والشهور والدهور.
الاكتظاظ وسوء التدبير والتخطيط القصير وردم الملعم بالمتعلمين دمر الكثير من المشتغلين في الميدان التربوي حيث الفوضى وضعف التحصيل فأنطق هذا الوضع المخزي معلما من الدار البيضاء فقال: "كيفاش بغيتو ا هاد المعلم إكون عندو شي مخ، اوكيفاش بغيتو إكون عندو شي عقل" ولم ينطق إلا بعد الغصة وحين لم يجد من يسمع صوته والكل يعرف الأسباب والدواعي، يا ما كتب المهتمون من تقارير ويا ما عقدوا من ندوات ويا ما تظاهر النقابيون والغيورون من اجل المدرسة العمومية ،والحال هو الحال من أصحاب الحال ولنستمع للمعلم المسكين: