زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو
 
بثانوية مولاي رشيد الإعدادية اليوم الخميس 13 أكتوبر 2016 بالرشيدية المدينة كانت زيارتي للمؤسسة تقوية للروابط التربوية بيني وبين نفسي، وبيني وبين محيطي التربوي ولتجديد المعارف الصفية التي شغلتني عنها هموم تربوية أخرى، حيث كان استقبال مدير المؤسسة لي لائقا وتبادلنا الحديث في الشؤون التربوية، وطلبت منه إذا كان ممكنا زيارة الأستاذ سعيد وعشى بحجرة الدرس حيث عهدت فيه الجدية في الميدان الإعلامي لكنني أجهل تماما كيفية تواصله بين الصفوف .
درس الحصة الأخيرة من اليوم عادة يكون فيها المدرس متعبا وبالكاد يتنفس، وتكثر الحركة والإشارة أكثر من الكلام، حيث يجف الريق، وتتعب العين وعضلات الساقين، ويصفر الوجه، وتبيض الأصابع بالطباشير... فإذا بي أجد الأستاذ يجمع بين البعد النظري والتطبيقي في درس قواعد المنظور بحركته المعهودة، وبثقله التربوي في التواصل وتنشيط المجالات الصفية بالتوجيه والمراقبة والتتبع بعلاقة تربوية قوية بينه وبين المتعلمين ذكرتني بأيام قريبة خلت من حصص التواصل في مادة اللغة العربية بالثانوي التأهيلي لسنين.
 
وقف الاستاذ في حصته على مظهر الأشياء كما تتحدد من خلال أوضاعها، و كذا المسافات النسبية فيما بينها، والخطوط الأفقية المتوازية التي تبدو وكأنها تلتقي عند نقطة التلاشي على خط الأفق، والخطوط العمودية المتوازية التي تبدو وكأنها تقترب من الأرض كلما بعدت عن عين الناظر، وهذا التقارب التدريجي بين الخطوط الناتج عن تضاؤل حجم الأشكال كلما زاد بعدها يؤدي إلى الإحساس بعمق الصورة وتماسكها كما قال الأستاذ.
 
البعد المعرفي والبيداغوجي والتواصلي حاضر بامتياز في حصة قواعد المنظور مكن الأستاذ من نسج علاقة تواصلية عالية بينه وبين المتعلمين بالتفاعل الصفي وتنشيط المجموعات والتدبير  الإيجابي لسيرورة التعلم وفق المقاربة بالكفايات وببيداغوجية للقيم العالية ،والحقيقة مازال هناك رجال أشاوس في الحقل التربوي رغم التحولات الاجتماعية ورغم تصاعد العنف والعنف المضاد في لغة الخطاب في كثير من المؤسسات التعليمية بالإقليم وهؤلاء المميزون من المدرسين يجب أن يحفزوا ولو معنويا من المسؤولين على القطاع ليستمر عطاؤهم لأنهم وأمثالهم من بنوا الأجيال بعد الأجيال في المؤسسات التربوية وبدونهم ستنحدر التعلمات لا محالة في المدارس العمومية.