زايد جرو - جديد انفو / متابعة
جهة درعة تافيلالت ولاية شاسعة وذات تاريخي نضالي عريق مع قساوة الطبيعة وشح الأمطار ومحاربة الاستعمار والتصحر أيضا، أنجبت الأطر في ميادين شتى وكوادرها مشهود لها بالتفوق والصبر والارتباط بالأصل، والمنطقة الآن بين رؤى الباحثين والأكاديميين والمهتمين لتدارس كيفية الانطلاق والقفز من أجل الريادة.
الكثير من الباحثين يرون أن تنمية المنطقة لا يمكن ان تكون بناء على ما يزخر به جوف الجبال من معادن لانها مستغلة بعقود لشركات على المدى البعيد، ولا تستفيد منها الجماعات إلا بعض النتف، والتنمية التي يجب الوقوف عندها ودراستها هي التي تعتمد على عناصر منها الثقاقي الذي تزخر به الواحات من ثقافة اجتماعية ووعي جماعي من خلال التعايش السلمي بين مكونات بشرية مختلفة داخل القصور والقصبات والتي نظمت حياتها الاجتماعية على المنتوج الواحي وما يتطلبه من صناعة للمشغولات اليدوية التي تنمي المنتوج الفلاحي التقليدي، إلى جانب البناء المعماري الذي تستخدم فيه الساكنة المواد التي تناسب مناخها وطبوغرافيتها والتي صمدت عشرات السنين وهي دافئة في الشتاء وباردة في الصيف .
العنصر البشري بالجهة عامل قوي من اجل التنمية ويجب صقل مواهبه بالقراءة والمصاحبة والمتابعة بتشغيل الفضاءات الثقافية التي تنام طيلة السنة، والتي تم تطعيمها بمركبين مهمين بالجهة واحد بالرشيدية والثاني بارفود من تشييد الدولة الشقيقة قطر التي ارتأت بدورها ان الأمم تخلدها ثقافتها، ولا حياة لأمة دون فكر ويجب على المسؤولين تحريك دواليب المعرفة والاشتغال على القراءة لتربية جيل جديد علّه يعوض جيل ما بعد الاستعمار في السبعينيات والثمانينيا أيام الزمن الجميل في كل شيء.
الموروث الثقافي من لبس وعادات وطقوس احتفالية وأهازيج جماعية وفرق فلكلورية تراث محلي يخدم بدوره ويرسخ قيم المواطنة وتخليد هذا التراث المادي واللامادي هو قاطرة للتنمية التي تشتغل عليها العديد من القطاعات لتخليده ونشره بين الشباب، وبين الأجيال الصاعدة لتكون أكثر أصالة وأشد وحدة وأرفع أخلاقا من التي لا تراث لها باعتبار التقاليد قيما تجمع بين الأفراد والجماعات في الهوية ،وهي سجل حافل بممارسات ونشاطات وفعاليات الآباء والأجداد الذين واراهم الثرى وظلت بصماتهم خالدة مع هذا الترات الذي تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل ..
الجانب السياحي قطب الرحى ايضا بالمنطقة لتنوع عرض المنتوج المقدم للسائح من طبيعة وشمس وجبال وصحاري ورمال ويجب الاشتغال على تقنين السياحة والدخول في الصنعة السياحية ليبتعد القطاع عن السياحة الشعبوية، وإذا تفاعل الثقافي والسياحي والبشري والتراثي فالأكيد أن الجهة ستخلق المفاجأة مستقبلا لكل المتتبعين داخل الوطن وخارجه.