جديد انفو - متابعة

دق الطبيب الأخصائي في جراحة التجميل والسمنة، الحسن التازي، ناقوس الخطر بسبب ما اعتبره خطرا يهدد صحة المغاربة، اسمه وباء السمنة المفرطة، الذي يعاني منه ثلث المغاربة حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط.

وقال التازي، في ندوة صحفية أمس بالدار البيضاء، إن مغربيا من أصل ثلاثة يعاني من السمنة المفرطة، التي أضحت –حسبه- وباء في العالم تفتك بمئات الآلاف سنويا.

وأوضح الطبيب الشهير في عالم التجميل أن الكلفة المالية لداء السمنة والأمراض المرتبطة بها، كالسكري والضغط الدموي والجلطة الدماغية وغيرها تتطلب انفاق 24 مليار درهم سنويا في المغرب، أي حوالي 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام.

وشكل هذا اللقاء الصحفي فرصة لتسليط الضوء على هذا الوباء، حيث أكد الدكتور التازي أن السمنة مرض مزمن، ومصدر للعديد من الأمراض المكلفة، مثل أمراض القلب والشرايين والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان ومشاكل المفاصل وصعوبات التنفس واضطرابات النوم وغيرها.

وينضاف الى هذه المشاكل الصحية، يقول التازي، مجموعة من التداعيات المتمثلة في الاثار النفسية والعائلية والمدرسية التي يعاني منها الشخص المصاب بالسمنة المرضية، مثل العزلة والاكتئاب وصعوبات الحركة والاستبعاد الاجتماعي.

واعتبر أن الوضعية الحالية للسمنة المفرطة عند المغاربة، ما هي إلا نتيجة للتطور الذي عرفه هذا المرض طيلة عشرات السنين الاخيرة، مشددا في هذا السياق على ضرورة تدخل وانخراط الهيئات الحكومية لضمان الوقاية والعلاج المناسب للسمنة، مبرزا أن الوقاية من السمنة في المغرب من شأنها أن تنعكس ايجابيا على صحة واقتصاد المجتمع المغربي على الامد الطويل.

وحضر الندوة عدد من النساء اللواتي كن يعانين من سمنة مفرطة قبل أن يتمكن من التخلص من الوزن الزائد على يد التازي، وألقين شهادات مؤثرة ترصد معاناتهن مع المرض الذي جعلهن حبيسات بيوتهن لزمن طويل، مؤكدات أنهن يشعرن الآن كما لو ولدن من جديد.

وبحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط، فإن من بين 10 ملايين مغربي مصابون بالسمنة 63 في المائة منهم نساء، و أن 3,6 ملايين منهم مصابون بالسمنة المرضية.

وفي السياق ذاته، تشرع القناة الثانية (دوزيم)، بتعاون مع مصحة خاصة في الدار البيضاء يديرها الحسن التازي، قريبا، في بث برنامج تلفزي جديد، ذي حمولة صحية واجتماعية وإنسانية تحت شعار "تحدي السمنة"، غايته التوعية بمدى خطورة هذا الداء الذي تحول في ظرف زمني قصير الى وباء فتاك  والتفكير في أنجع السبل لمحاربته ووضع حد لانتشاره، باعتبار أن ظاهرة السمنة المرضية أضحت أحد أكبر تحديات الصحة العمومية في المغرب.

وأكدت الجهتان المشرفتان على هذا المنتوج التلفزي الصحي، خلال الندوة نفسها، أن برنامج "تحدي السمنة" يعد استجابة مواطناتية من الجانبين، تفاعلا مع الأرقام والوقائع الصادمة حول موضوع السمنة المرضية في المغرب، مبرزين أن اختيار موضوع البرنامج، ليس وليد اللحظة وإنما يأتي بسبب واقع السمنة التي أضحت أكثر انتشارا في المغرب، حيث تشير الأرقام الى أن أكثر من 10 ملايين مغربي مصابون بالسمنة المرضية، حسب آخر معطيات البحث الوطني للمندوبية السامية للتخطيط حول قياس الإناسة.

وتركز فكرة برنامج "تحدي السمنة" على اختيار 10 أشخاص لهم أوزان مختلفة، وينحدرون من مختلف جهات المملكة، ومن مستويات ثقافية واقتصادية واجتماعية متباينة، سيتكلف الدكتور الحسن التازي، جراح التجميل والتقويم والمدير العام للمصحة المشاركة في هذا البرنامج، رفقة طاقمه الطبي والشبه الطبي بمساعدتهم على خفض أوزانهم من خلال اعتماد برنامج صحي فعال.

وسيبث برنامج تحدي السمنة على القناة الثانية، يوم الأحد من آخر كل شهر، على امتداد نصف ساعة من الزمن، ابتداء من الساعة 12 الى 12 والنصف ظهرا، لفترة تتواصل الى غاية عشت 2017، ضمن حلقات تشكل موعدا مخصصا للصحة والشعور بحالة أفضل.

ويهدف البرنامح، من خلال الحلقات المقدمة، الى المساهمة في التربية الصحية للمواطنين المغاربة وتوعيتهم بأهمية الوقاية من السمنة في جميع أطوار العمر، مع إبراز ضرورة العلاج من هذا المرض، الذي له تبعات سلبية تمس مختلف نواحي حياة الاشخاص المصابين به.

واعتبر التازي أنه موازاة مع مبتغى برنامج "تحدي السمنة" المتمثل في جعل المواطن مسؤولا عن نمطه الغذائي ونشاطه البدني، فهو يشكل أيضا مبادرة موجهة الى جميع الهيئات الحكومية، بمختلف مستوياتها للتفاعل ايجابيا مع نداء مكافحة وباء السمنة، بنفس الكيفية التي نجحت بها في مواجهة مجموعة من الأمراض التعفنية وتلك المتعلقة بحماية السكان من أي مادة سامة منتشرة في البيئة.