زايد جرو - جديد انفو / متابعة

الكثير من رجال التعليم  من الموظفين الفقراء الكُثُر الذين لا يمنون أنفسهم بالقطع ولو في المنام أنهم سيملكون ذات يوم  في الحياة سيارات  الدفع الرباعي او غيرها تستطيع أن تتسلق الصخور وتقطع  الوديان، لتصل أعالي القمم من  أجل الوصول  لمقرات  العمل لتعليم  أطفال القرى النائية والجبال المستعصية المنسية فك شفرة الكتابة، بل يعتمدون في تنقلهم  على المجهود  العضلي  لأداء الواجب  المهني، بمحرك قوي من صنع رباني، وبعدد لا يعد من الأحصنة التي  وقودها الصبر والضمير والعزيمة،  يحملون الأمتعة  والزاد والكتب  والخبز من أجل  شعلة نور علها تنفع  متعلمين متلفعين  في جلابيب من صوف في حلكة الظلام الدامس.

المعلم يقطع الوادي مغامرة بنفسه حتى لا يضيع زمن التعلم اليوم أو غدا، وليس هناك صفقات للنقل ولا إكراميات المتاعب وحتى التعويضات عن المناطق النائية تم إقبارها  ليبقى الفُتاة تتوالى عليه اقتطاعات التقاعد المتتالية  كل شهر باسم الإصلاح. 

 المعلم المسكين  في الصورة ب "كروشن" بضواحي خنيفرة  علمته   قسوة   الحياة  حب الوطن وعشق الأطفال  وهو غني بالعزة والقناعة والأنفة، من أجل الخبز الخشن أسفل الجبال الوعرة وفي أفقر الأكواخ  ...لك الله يا أستاذ ولأمثالك  في الدنيا والآخرة، وأجركم  وأجركن على الله، فلا تركعوا ولا تنتظروا الصدقات  والاكراميات فالمتصدقون معِداتهم أكبر وأوسع ولا تشبع من الطحن والطحين، وكونوا أوفياء لضمائركم فأنتم الوطن ،والوطن أنتم، وكل قلوب جنسياتكم ،وعلموا الصغار كل ما عندكم ،وعلموا الكبار الأكابر والمتكبرين ذوي الأرائك الدوارة الطريق االوعر الذي يسلكه الرجال الأشاوس إن نسوا حقيقة عجينتهم ونوع طحينهم  .