زايد جرو + سعيد وعشى - الرشيدية / جديد انفو

قدمت فرقة مسرح المدينة الصغيرة مسرحيتها التحسيسية "على السلامة"، يوم السبت 31 دجنبر 2016  بالمركب الثقافي والاجتماعي والرياضي بحي أولاد الحاج  ابتداء من الساعة السابعة مساء  بالرشيدية، والعرض المسرحي من تأليف أحمد السباع وإخراج سامية أقريو، سينوغرافيا طارق الربح، وفريق من  الممثلين يضم عددا من وجوه الشاشة المغربية من قبيل الفنان المقتدر كمال كاظمي (حديدان)، حسناء طمطاوي وعادل أبا تراب، هاجر الشركي، دلال البرنوصي، أحمد أمين ريان، محمد بوغلاد، وعبد المجيد العمراني وقد حج للمكان  منذ وقت مبكر عاشقو  حديدان  بمدينة الرشيدية  لمشاهدته عن قرب وسماع صوته الذي اعتاده الجمهور على الشاشة.

العرض المسرحي عالج بطريقة درامية  واحدة من أخطر الآفات التي صارت تؤرق المغرب، وهي آفة حوادث السير التي  تحصد مئات الأرواح بشكل يومي كل سنة، والتي يتحمل فيها العنصر البشري القسط الأكبر استخفافا  بقانون السير وتهورا ولا مبالاة.

العرض المسرحي  ركز على شخصية "مراد " الذي كان ضحية  حادثة سير  مؤلمة، فقرر الأب "المعطي " بيع البيت للهروب  من المدينة حفاظا على أرواح ما تبقى من أسرته، ليعيش  الجميع حياة هادئة ولو في القفار، فخلق ذلك توترا دراميا على الخشبة وعلى عيش الأسرة  العادي، فاشتد  ذاك الصراع بين الأب المعطي وزوجته  حسناء وابنائه ليعدل في النهاية عن  فكرة بيع البيت لأن الحل ليس في الهروب وإنما  في مواجهة المشكل، والبحث عن الاستقرار، بنصح المتفرجين على احترام قانون السير، لأن وسائل التحرك والنقل والتنقل موجودة في كل مكان ليحمل المسؤولية في النهاية للعنصر البشري .

العرض المسرحي الذي تناول فيه الممثلون موضوع السلامة الطرقية  مس جميع المتحركين على الطريق من الراجلين وسائقي الدراجات النارية والسائقين بشكل عام وحث متنه على ضرورة احترام القانون  باحترام الأضواء وممرات الراجلين ، وعدم الإفراط  في السرعة، ومراعاة الحالة الميكانيكية لكل أصناف العربات، وضرورة وضع الخوذة على الرأس، ومس  أيضا العقوبات  الزجرية، وغيرها  من الرسائل التي تم تمريرها  فنيا حفاظا على سلامة المواطنين .

المتفرجون بالرشيدية وعددهم كثير من النساء والشباب والأطفال، لم يألفوا هذا النوع من العروض المسرحية ولم يربيهم المجتمع المدني ولا الجمعيات  ولا المدارس على أن كل فن له قواعده ، فالمسرح يتطلب الهدوء والسكون  واحترام الممثلين ، وعدم مقاطعتهم بالتصفيق  و"التصفير" ولا يتطلب قوة الحركة الطائشة وبكاء الأطفال والدخول والخروج، ورمي الكلام  غير اللائق والمبالغة في الضحك  والمشهد أحيانا لا يتطلب ذلك ... والكثير من المتفرجين أبصروا قدامهم طريقا نحو المركب  فمشوا، جاؤوا لكنهم لم يدروا لما جاؤوا، والأكيد أنهم جاؤوا والسلام، فقال أحدهم بجد  من الخلف سيغني "الدوزي " في ما بعد، وبقي ينتظر حتى انتهت المسرحية وقال " حشاوهنا " "ما جاش  شبعنا برد اوصافي " وأخرى تجيب عن الهاتف والمسرحية جارية بصوت مرتفع  بالقول " آلو .. دخلي من الباب اللي اللور .. راه عامرة الدنيا راني  ف القدام "حتى توقف العرض المسرحي لبعض الوقت، رغم مطالبة المسرحيين الجمهور بإقفال الهواتف .. وهي رسالة قوية للمنظمين الذين لم يوزعوا لا منشورات ولا ملصقات ولا  رسائل على مكبر صوت تجوب المدينة حول العرض المسرحي، لكن "وزّون " المسكين بالرشيدية ألف الرقص في الساحات  وسلوكيات السهرات الفنية التي  تختلف قواعدها عن قواعد فن المسرح لاختلاف الوظائف  والوسائل، وكان ينتظر الحركات التسخينية كما وقع في المهرجان الأمازيغي للطفل مؤخرا بنفس الفضاء، وذاك ليس ذنب ذاك الجمهور طبعا بل ذنب المسؤولين في  الجمعيات ودور الشباب والمدارس كما أشرنا سابقا..

المسرحية فيها جهد كبير ورسائل قوية للمجتمع المدني عن طريق الفن المسرحي الذي من بين وظائفه تهذيب السلوك، بإثارة الرحمة والشفقة على ضحايا الطرقات للتقليل منها على الأقل، لكن الرسالة طبعا لم تكتمل لأن  المسؤولين على السلامة الطرقية لم يحضروا لإعطاء المزيد من القيمة للموضوع، ولا المسؤولين على  تطبيق قوانين السير  على الطرقات حاضرون، وكأن مسؤولياتهم هي تدوين المحاضر لأداء المخالفات الزجرية وخصم النقط، ولا  المسؤولين عن القطاع الصحي  حاضرون، ولا الجمعيات التي تشتغل على السلامة الطرقية ولاتظهر إلا في 18 نونبر والتي تبين نياتها النفسية اليعقوبية النفعية في ذاك التاريخ من كل سنة، ولا مصالح التربية الوطنية التي تهتم بهذا المجال ولا الوقاية المدنية ولا مسؤولين من الولاية أو الباشوية حاضرون على الأقل لإضفاء مصداقية على الحملة فحضر"البَرْد" نيابة عنهم جميعا، وكأن مسرحية "على السلامة "لا علاقة لها بقانون السير  .

المسؤولون لم يشرفوا الكاظمي "حديدان"، ولم يشرفوا  فرقته  ولم يشرفوا موضوع السلامة الطرقية بمدينة الرشيدية رغم أن المسرحية بدعم  من اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، و بتعاون مع مسرح محمد الخامس ومن المفروض التنسيق بين المنظمين والمسؤولين  حتى يتخذ الموضوع أهميته القانونية والإنسانية.

والذي يشهد له الجميع  بالحضور من البداية حتى النهاية هي اطر المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة درعة تافيلالت و الجمعية الوطنية للطفولة والتربية الاجتماعية فرع الرشيدية وثلة قليلة  من رجال الأمن والقوات المساعدة  لا تتجاوز  في عددها أصابع اليد، والذين نظموا الدخول والخروج خارج القاعة  فقط. 

المسرحية حج إليها نوع عام من الناس وذاك يكفي  حديدان لأنه ابن الشعب، ويكفيه فخرا أنه قام بتبليغ رسالة  إنسانية  قوية للحاضرين، وقلوب الناس التي ضحكت لبعض الوقت حين الضرورة تجزيه، وإليكم اللقاء بالصورة والفيديو وترقبوا حوار جديد انفو معه لاحقا. 

كاميرا جديد انفو حضرت المسرحية وانجزت الفيديو التالي :