زايد جرو / تنغير جديد أنفو
كتبت عن عمر أوعلي الحكيم في كتابي "أوراق من تودغى نصوص حكائية " في ص 62 وما بعدها ،فلم أكن أعرف عنه إلا ما تتداوله العامة والخاصة من حكم ،فغابت عني صورته وانتعش خيالي وكتبت ما كتبت وإليكم بعض السطور من نص مظول بعنوان "عمر أوعلي الحكيم "بعدما تداول الفيسبوكيين صورته بشكل ملفت.
يُحكى عن الرجل، أنه والمحن أخوان، حن عليه الزمن، وستره الأخ الذي لم تلده له أمه، رمت بـه أكباد، رضعت من صدر أم رؤوف، حليبا مشتركا، عافه الأعمام شموا رائحته، كرهوه لأنه المختلف بالأنفة: يتنفس عزا، يُطرب المُشْتري ببيع أي شيء، يكره أن يمد يده إلا للتضرع، يريد أن يُطهر التاريخ، بِحِكَمٍ تبيض بها وجوه، وتسود بها أخرى، بها تلمع عيون، وبها تنطفئ خدود، يجود بمتنها الموسر والمعسر، تُحاسب بها يد سلفت بجحودها على دين قديم، فهو رجل نافر، حمل العبء مع البشر، وموتـه كان انتصارا في قبر غريب، رقد تحت الحصى في ظلمة بلهاء، خنقه التراب، لكنه كان ومازال يستشرف الدنيا بحكمه، التي تُبدد ما عجز عن تبديده القمر، عجز اللسان عن الوصف والتحديث، انتهت صلاحية الجسد، ولم يستوف حقه، فآمن بكنز القناعة الذي لا يفنى، واستسلم للقدر، تاركا الخبث للخبث والجمل وما حمل. فخذوا أيها الأوغاد الذين مرغوا أنفه في التراب من الدنيا ما شئتم، فيكفيه أنه قال وأصاب ونال الرضا ولم يتأفف للأم ولم يتضجر، فنال رضا الدنيا والآخرة، فماذا يحمل الطاغي، والمستبد؟ وماذا يحمل المقتر والكريم، بعد انتهاء الزمن غير عورة مكشوفة، سُترت مؤقتا بكفن لا يستر حتى نفسه، لتبدأ بعد ذلك وليمة الدود والعقارب والخنافس ومخلوقات أخرى غريبة، جَنَّبَنا الله شرها .... ص 65 أوراق من تودغى
وشكرا جزيلا ل: الأستاذ كريم بقشيش من أمريكا الذي زودني بالصورة.
المصدر: المصدر