زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو
تعززت الساحة الثقافية بالجنوب الشرقي بإصدار ديوان شعري جديد يحمل عنوان " بلا عنوان" للشاعر والفنان التشكيلي والخطاط مولاي علي الحمري ، الديوان يقع في ( 84 ) صفحة من الحجم المتوسط بلوحة فنية من إنتاجه صادر من مطبعة اركوبرانت بالرشيدية ،ويتضمن قصائد شعرية حداثية تتفاوات بين الطول والقصر ومنها : "هي قصائد بلا عنوان" و" رقمتها كل واحدة برقم " و "كي يتم الفصل بينها"
وقد قدم للديوان ،الشاعر والكاتب محمد الكروي بعتبة نصية يشي فيها ما تصطبغ به قصائد الديوان من روح إنسانية وشعرية وإبداعية ، مفعمة بصدق العاطفة وتوهجها بقوله : "إنني تتبعت هذه الباقة في غنجها ومخاتلة ظلالها وصقل صورها وبريق ألوانها ،وتفجر وتكسير لغتها، وسيل سؤالها بحثا عن بكارة حرف ومعنى ضياء قصيد " ويضيف " الديوان إضافة أخرى من حيث الكتابة واعتمد الشاعر فيه التجريب والمزاح حينما ارتأى ألا يعنون القصيد إمعانا في حرية القارئ ومشاركته في إضافة ما يملك من إكسسوارات غرة القصيد " وختم تقديمه للديوان بالقول : "القصائد شذرة عربون وفاء في مجرى نهر أُخوتنا عسى الأيام تحبل عملا فنيا خاصا"
ومن بين ما جاء في الديوان من قصائد قال الشاعر مولاي علي الحمري :
أحملك
في صدري
طلقة
تنتظر زغرودة
على نعش صبية
فارقت الدنيا
دون النعيم
دون ان تنال
حظها من روعة الحب
احملك
ويضيف :
بلا عنوان
اجوب الفجاج
أتطلع أفق الحياة
امتطي جياد الحمق
لأخرج ما في عمقي
أسبح في مساغات العشق
وألعن كل الخيبات
ومن يتعمق المقاطع الشعرية التي صدرت للشاعر مولا علي الحمري ، يدرك أنه عمل على تطويرمضامينه الشعرية من مقطع لآخر ، وجدد أدواته اشتغاله الفنية برؤية تتألف من أبعاد تمتزج امتزاجاً عضوياً متألقا بحب وعشق للنظم الشعري.
الصورة الفنية في الأسطر الشعرية المتفاوتة في توزيع تفعيلاتها وتنوعها يحس المتمعن في دلالاتها أنها نابضة بالحياة والحيوية ومبنية على صور مركبة مجازية ،اتكأ الشاعر فيها على التماهي وتحدث للأرض بدل السماء، وتساءل في مخياله عن كيفية التئام الشقوق حين تشم رذاذ رجع النهر والشاعر بهذا الأسلوب وغيره استطاع أن يجعل المتلقي واقعاً تحت سلطان التنبؤ في بناء نصه الشعري.
وقد استطاع الشاعر مولاي علي الحمري بفضل موهبته الفنية، وثقافته ومقدرته اللغوية وبأسلوبه المتميز أن يصقل ويطور أدواته الشعرية الفنية من نص لآخر ، ويسمو بها نحو الإبداع والتجديد ليلائم مقتضيات التطور والحداثة في مسيرته الشعرية المعاصرة.
وديوان" بلا عنوان " ما هو إلا بطاقة تعريفية لشاعر استطاع عبر متخيله الشعري أن يحول أغنيات الزمان إلى ألحان عذبة وأحيانا عبثية ينبعث منها الأمل والبقاء، وما قراءتي لديوانه إلا مفتاح لقراءات أخرى نأمل أن تَدرس جوانب أخرى أغفلناها ومزيدا من العطاء والتألق للشاعر مولاي علي الحمري.
نقط بيع الديوان بمكتبات الرشيدية