زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

تتميز  الأيام الأخيرة من  شهر رمضان المبارك  بتافيلالت  بطابع مميز وبعادات تقليدية أصيلة مرت عليها السنون وبقيت متجذرة في المخيال الجماعي للساكنة باعتبارها سلوكيات أصيلة ساهمت في بناء ثقافة أجيال متعاقبة طابعها الود والحشمة والوقار والاحترام  لما يُميز هذا الشهر الفضيل  من قيم التضامن والتقاليد الاجتماعية .

الاستعدادات لليلة القدر التي تسميها الساكنة ' فضيلة سبعة وعشرين ' تبدأ نفسيا في العشر الأواخر من  الشهر وتبدأ الاستعدادات النفسية للرجال والنساء والأطفال ،الأسواق تتغير بمعروضة بيعها  بالإكثار من المواد المستهلكة كاللباس التقليدي وأنواع البخور .حيث تمتزج الأجواء الروحية بالعادات والتقاليد المتوارثة ، وهي فرصة لصلة الأرحام، والصلح بين المتخاصمين، والإكثار من الصلاة.

في اليوم  السادس والعشرين على عادات القصور التقليدية بتافيلالت  كان الاب أو الأخ الأكبر يتجه للسوق ' على حماره' في السابق او على مطيته الحديثة حاليا بلباس أنيق تظهر على محياه النعمة ولو أنه فقير حيث الاعتقاد السائد أن الذهاب الى السوق في هذا اليوم يجلب الخير للمنزل وربما يفتح له  القدر اي تتشقق السماء له ويرى بصره ما لم يره من قبل ويطلب من الرحمان ما يشاء ويُلبى  طلبه  على الفور حسب الاعتقاد حيث ربطت الساكنة  الليلة بتنزل الملائكة  والروح  للأرض حتى مطلع الفجر.

يتبضع الأب الخضر  بكثرة تحسبا للضيوف دون أن ينسى اللحم والكبدة استعدادا لليلة  يختلط فيها البخور برائحة الكبد بعد العودة المؤقتة من المسجد ولن ينس طبعا  ' التفريحة ' للأطفال  بقطع من الحلوى التقليدية أو الحمص  اليابس أو لُعبا تدخل الفرحة  على قلوب الصغار الملائكة..

الأم وأهل البيت يعدون الفراش منذ المساء وحركة دؤوبة طيلة اليوم وحين يصل الأب تتجمع من حول نساء البيت والصغار للوقوف على جديد بضاعة السوق في لمة واحدة ينتشي بها الجميع وتعود اللحمة  واللمة  وتطير الأم فرحا بهذا التبضع السخي ولولا الحياء لقبلت زوجها أمام الأبناء لأنه أفرح الجميع لكن الحياء يقمع مشاعرها إلى زمن آخر.

الكسكس سيد الليلة والصلاة عمادها والأطفال ينقلون أخبار التبضع وما استجد في هذه الليلة ليعود الأب ويقيم الشاي في جلسة متفردة وتؤكل ' الكبدة ' والدخان يغطي البيت ولا بد من نصيب الجيران فعيب أن يشموا الرائحة دون تقاسم الوجبة .

يخرج الأطفال من البيت بعضهم للعب وبعضهم للصلاة  ويركضون  بين الدروب المظلمة ويسقط بعضهم  على بعض ويمزحزون بينهم والطفلات تراقبن الحدث عن قرب بمزاح أقل خوفا من غضب الأطفال وتمر الليلة في جو ولا أوروع وقد تختلف العادات من منظقة لأخرى حسب الارث الثقافي لكل قصر بالجهة..